الذكرى الـ11 لعملية الكرامة.. يوم حرر الجيش الوطني الليبي البلاد من براثن الإرهاب

0
164

قبل 11 عامًا، كانت مدن شرق ليبيا تعيش تحت وطأة التفجيرات والاغتيالات والذبح والحرق والخطف، بعد أن حولتها الجماعات الإرهابية إلى معقلٍ لها ونقطة انطلاق نحو مدن أخرى، وربما إلى خارج حدود ليبيا.

في خضم هذا المشهد المظلم والرؤية الضبابية، نهض أبناء الوطن المخلصون للدفاع عن أرضهم واستعادة مدينتهم من براثن الإرهاب.

كانت البداية صباح يوم الجمعة، 16 مايو 2014، عندما أعلن القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، انطلاق عملية “الكرامة”، كأكبر عملية عسكرية في ليبيا تهدف إلى القضاء على الجماعات الإرهابية وإعادة بسط الأمن في بنغازي ومناطق الشرق الليبي.

قبل انطلاق عملية الكرامة، كانت بنغازي تعاني من موجة عنف غير مسبوقة؛ تفجيرات واغتيالات ممنهجة طالت الإعلاميين والنشطاء السياسيين والحقوقيين، فضلًا عن رجال الجيش والشرطة. عمليات الخطف والذبح كانت مشهدًا يوميًا في شوارع المدينة، حيث تحولت حياة سكانها إلى جحيم بفعل سيطرة الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة.

وكانت حادثة “السبت الأسود” في 8 يونيو 2013، واحدة من أكثر اللحظات دموية في تاريخ بنغازي، حيث فتحت ميليشيات “درع ليبيا” النار على المتظاهرين السلميين في منطقة بودزيرة، ما أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلًا و154 جريحًا، بعد أن طالب المحتجون بخروج هذه الميليشيات من المدينة وتسليم مقارها إلى القوات الخاصة.

انطلقت عملية الكرامة من بنغازي، ثم امتدت إلى درنة، المدينة التي كانت معقلًا للتنظيمات الإرهابية لعدة سنوات، شهدت المعارك هناك مواقف بطولية سجلها الجيش الوطني في ذاكرة الليبيين، حيث خاض مقاتلوه معارك شرسة في الشوارع والأحياء، مسجلين انتصارات متتالية حتى تطهير المدينة.

استمرت العمليات العسكرية في الشرق الليبي حتى تمكنت قوات الجيش من تطهير بنغازي بالكامل في 5 يوليو 2017، وهو التاريخ الذي يحتفل به الليبيون كل عام باعتباره ذكرى تحرير المدينة من الجماعات الإرهابية.

في يوم تحرير بنغازي، أعلن المشير خليفة حفتر في خطاب مؤثر قائلاً: “تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريراً كاملاً غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب، نصراً مؤزراً من عند الله عز وجل، لتدخل بنغازي ابتداءً من اليوم عهداً جديداً من الأمن والسلام والتصالح والبناء.”

وأضاف حفتر، أن المعركة كانت شرسة وقدمت فيها القوات المسلحة مئات الشهداء والجرحى، مشيرًا إلى أن العملية بدأت مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي المدعومين من غرفة عمليات ميليشيات ثوار ليبيا ودرع ليبيا، بعد هجومهم على مطار بنينا، الأمر الذي سمح للجيش الوطني بإعادة تنظيم صفوفه وشن هجوم كاسح في عمق بنغازي.

عملية الكرامة لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت محطة فاصلة في تاريخ ليبيا الحديث، أنهت حالة الفوضى والإرهاب في الشرق، وأرست دعائم مؤسسة الجيش الوطني الليبي، وأعادت تفعيل الأجهزة الأمنية التي كانت غائبة. كما تم القضاء على تحالفات الجماعات الإرهابية مثل مجلس شورى ثوار بنغازي ومجاهدي درنة، الذين ضموا مقاتلي داعش والقاعدة وأنصار الشريعة ودرع ليبيا وغيرهم.

بفضل تضحيات أبناء الجيش الوطني، استعاد الشرق الليبي استقراره وأمنه، وعاد المواطنون إلى ديارهم، وبدأت عمليات الإعمار والبناء، لتشهد بنغازي نهضة جديدة تفتح أبواب الأمل أمام مستقبلٍ أفضل.