تشهد الساحة السياسية الليبية حالة من الغضب المتصاعد تجاه المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، وسط اتهامات مباشرة بانحيازها لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، وتجاهلها المتكرر لمطالب تشكيل حكومة جديدة الذي يعد شرطًا أساسيًا لإجراء الانتخابات وإنهاء الانقسام السياسي.
التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني عبّر صراحة عن قلقه من أداء البعثة الأممية، معتبرًا أن تصريحات تيتيه الأخيرة تمثل انحيازًا واضحًا إلى سلطة الأمر الواقع، وذلك من خلال تجاهلها المتعمد لمطالب الشرق الليبي بتشكيل حكومة جديدة، والتركيز فقط على الدستور وتوحيد المؤسسات، في حين أن حتى قوى سياسية من داخل الغرب الليبي تؤكد على أولوية تشكيل حكومة جديدة كمدخل حقيقي للاستقرار.
التحالف أشار في بيان إلى أن هذا الانحياز بات يهدد حياد البعثة ويحولها إلى طرف في الصراع السياسي القائم، مطالبًا بإعادة النظر في تجديد الثقة بفريق البعثة الأممية الحالي بسبب ما وصفه بانحيازات ومصالح تتقاطع مع القوى المستفيدة من استمرار الوضع الراهن.
وأكد البيان أن تشكيل حكومة جديدة يُعد ضرورة لا غنى عنها قبل إجراء أي استحقاق انتخابي، وهو مطلب توافقي بين عدد كبير من الأحزاب والشخصيات السياسية، كما ورد في التعديل الدستوري الثالث عشر الذي يشدد على ضرورة توحيد السلطة التنفيذية كشرط أساسي لتهيئة البيئة الانتخابية.
ووصف التحالف تصريحات تيتيه، بأنها تعكس انحيازًا ضمنيًا لرؤية الحكومة الحالية، وتسهم في تعزيز الانقسام السياسي، بل وتتناقض مع الواقع السياسي الحقيقي الذي التقت فيه البعثة بعدة أطراف واستمعت إلى مقترحاتهم، لكنها تجاهلتها في مخرجاتها وتصريحاتها، مما يُهدد بمقاطعة أي عملية انتخابية مستقبلية تُبنى على هذه الأسس غير التوافقية.
من جهته، قال الأمين العام للحزب الديمقراطي مصطفى البحباح، إن الصورة التي تسعى تيتيه لرسمها بشأن الانقسام بين قادة الشرق والغرب غير صحيحة، موضحًا أن هناك توافقًا واسعًا بين مختلف الأطراف على ضرورة إجراء الانتخابات، لكن الجميع يدرك أن هذا يتطلب تشكيل حكومة جديدة.
وأكد البحباح أن المبعوثة الأممية تدير ظهرها لأطراف فاعلة في المنطقة الغربية، وتكتفي بالاستماع إلى حكومة طرابلس ومن يتحالف معها، وهي الجهة الوحيدة التي تستفيد من استمرار الوضع القائم، في ظل غياب أي نية حقيقية لتغيير المشهد.
وفي نفس السياق، شدد عضو مجلس النواب عبدالمنعم العرفي على ضرورة تشكيل حكومة تنفيذية موحدة تُخرج البلاد من أزمتها وتوحد المؤسسات السيادية والعسكرية.
ووصف العرفي تصريحات المبعوثة الأممية بأنها مضيعة للوقت، وتتماشى مع رغبة حكومة دبيبة في البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة دون تقديم حلول جذرية للأزمة.
وسط هذه الأجواء، يتزايد التوتر بين البعثة الأممية والعديد من الأطراف السياسية في ليبيا، حيث تتجه الأنظار إلى مدى جدية الأمم المتحدة في مراجعة نهجها والتعامل مع الملف الليبي بنزاهة وشفافية تضمن شمولية العملية السياسية وتمثيل كل الأصوات الفاعلة، وليس فقط تلك المرتبطة بالمصالح القائمة.
- عضو بمجلس الدولة: نعمل مع “النواب” على إنجاز حكومة ليبية موحدة
- رئيس الحكومة الليبية المكلفة يبحث ملف شؤون المتقاعدين العسكريين
- تراجع الدولار في السوق الموازية واستقرار العملات الأجنبية مقابل الدينار الليبي
- مجموعة الأزمات تدعو لتعديل عقوبات مؤسسة الاستثمار الليبية وتخفيفها
- ليبيا.. ضبط كميات كبيرة من اللحوم غير صالحة للاستخدام بالكفرة