خيارات جديدة لجأ إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للخروج من المأزق الذي وقع فيه في ليبيا، بعد أن فشل حتى الآن في اقتحام مدينتي سرت والجفرة، وبعدما وجد أن معداته وعتاده العسكري في الأراضي الليبية في خطر دائم، خاصة بعد الضربة الجوية التي تلقاها في قاعدة الوطية العسكرية وكبدته خسائر فادحة.
لم يجد أردوغان مناخا عسكريا ملائما في ليبيا، وشعر بخطر دائم حال نشر قوات ومعدات بشكل أكبر في الأراضي الليبية، إذا أراد أن يقتحم سرت والجفرة بالقوة، ومواجهة الجيش الوطني الليبي والقوات المسلحة المصرية، خاصة بعد أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من التعدي على “الخط الأحمر” في مدينتي سرت والجفرة.
ولضمان الدعم اللوجيستي بعيدا عن الصراع الليبي، ومن خلال اتفاقياته المشبوهة التي دائما ما يكون ورائها أهداف خبيثة، لجأ أردوغان إلى دول الغرب الإفريقي للضغط على خصومه في ليبيا ودول الجوار، وقرر التحالف لإنشاء قواعد عسكرية وجلب المرتزقة للحرب بالنيابة عن جنوده الذين يقبعون في ثكناتهم.
قَسم أردوغان الدول الإفريقية إلى قسمين، فبعضهم يمكن أن يجلب منهم المرتزقة للقتال بجوار مرتزقته السوريين في ليبيا، ودول أخرى لا تصدر المرتزقة، ولكنها قريبة من الحدود الليبية ويمكن أن ينشئ بها قواعد عسكرية تقدم له الدعم اللوجستي المطلوب في حربه، إن تجرأ وأقحم عليها.
فرض أردوغان نفوذه في الصومال، وبالفعل استقدم منهم المئات من المرتزقة، مستغلا في ذلك عوامل عدة أبرزها الفقر الشديد وحاجة هؤلاء إلى الأموال، فأغراهم بها للدفع بهم في حربه، ولم يقف الأمر عند ذلك، فقد أسس الرئيس التركي وحدة من القوات الخاصة الصومالية تقاتل تحت إمرته.
وحاولت تركيا تثبيت أقدامها في ليبيا، من خلال توقيعها اتفاقية عسكرية مع دولة النيجر الحدودية مع ليبيا، وربما تقدم خلال الفترة المقبلة على إقامة قاعدة عسكرية تركية في النيجر.
وتشير المعطيات إلى أن أردوغان قد يتجه إلى تشاد لعقد اتفاقية تعاون عسكري وإنشاء قواعد ليضمن تطويق ليبيا وتوافر دعم لوجيستي مستمر لأي قوات قد يرسلها إلى الأراضي الليبية.