في ظل التعثر المستمر للمسار الانتخابي في ليبيا، طرح عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، مبادرة سياسية جديدة تهدف إلى تجاوز الخلافات حول الانتخابات الرئاسية، عبر انتخاب مجلس رئاسي جديد من قبل الشعب، بدلاً من انتخاب رئيس واحد.
وعرف اللافي، مبادرته الذي طرحها بمشاركة عدد من الشركاء السياسيين باسم “الحل السياسي: الحوافز والضمانات”، وهي محاولة لكسر الجمود السياسي وتحقيق توافق أوسع بين الأطراف المتنازعة.
يقترح اللافي، أن يتم انتخاب مجلس رئاسي مكوّن من عدة أعضاء مباشرة من قبل الشعب، بدلاً من انتخاب رئيس بصلاحيات منفردة، وذلك ضمن القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات، على أن يتم تحديد صلاحيات واضحة لكل عضو في المجلس، مما يقلل من مخاوف استئثار أي طرف بالسلطة، وهو ما اعتبره اللافي العقبة الأساسية التي تعرقل الانتخابات الرئاسية حتى الآن.
كما تتضمن المبادرة إعادة هيكلة الحكم المحلي، عبر تقسيم ليبيا إلى 13 محافظة، تمنح صلاحيات واسعة وفق نظام لا مركزي، مع تقليص دور الحكومة المركزية، بهدف توزيع الموارد بشكل متوازن بين المناطق وتقليل النزاعات حول السلطة والتمويل.
المبادرة تأتي في وقت حساس، حيث لا تزال الأطراف السياسية الليبية مختلفة حول آلية انتخاب رئيس الدولة وصلاحياته، ويرى مراقبون أن اقتراح انتخاب مجلس رئاسي قد يكون حلاً وسطًا، يُجنّب البلاد الانقسام الحاد حول شخصية الرئيس المقبل.
لكن في المقابل، هناك تحديات كبيرة تواجه نجاح المبادرة، في مقدمتها موقف مجلسي النواب والدولة، إذ قد لا يرحب المجلسان بفكرة إعادة هيكلة السلطة التنفيذية بهذا الشكل.
كما يعتمد نجاح المبادرة القبول الشعبي والسياسي، ومدى توافق القوى السياسية والمجتمعية عليها، والدعم الدولي، إذ تلعب الأمم المتحدة والدول الفاعلة دورًا كبيرًا في أي تسوية سياسية في ليبيا.
وتعثرت الانتخابات الرئاسية الليبية، التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021، بسبب الخلافات الحادة بين الأطراف السياسية حول القاعدة الدستورية وشروط الترشح، مما أدى إلى تأجيلها لأجل غير مسمى.
ورغم الجهود الأممية والدولية لدفع العملية الانتخابية، ظل الجمود السياسي سيد الموقف، في ظل غياب توافق على آلية تنظم الانتخابات وتضمن قبول نتائجها من جميع الأطراف.
ويرى مراقبون أنه في ظل غياب توافق حول الانتخابات الرئاسية، قد تكون مبادرة اللافي فرصة لحل وسط، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة تتعلق بقبولها محليًا ودوليًا، فهل ينجح مقترح “المجلس الرئاسي المنتخب” في كسر الجمود السياسي، أم سيظل مصير المبادرة كسابقاتها في انتظار توافق قد لا يأتي قريبًا؟
- اقتراحات باجراء انتخابات للمجلس الرئاسي.. هل تحل الأزمة الليبية؟
- حماد: نرفض توطين المهاجرين بليبيا وأي تحرك لقوات حكومة الوحدة نحو الجنوب سيواجه بحزم
- “اللافي” يطرح مبادرة لحل الأزمة السياسية الليبية وانتخاب مجلس رئاسي جديد
- رئيس مؤسسة النفط الليبية يبحث فرص الاستثمار مع كبرى الشركات العالمية
- انطلاق أعمال الخرسانة للمرحلة الأولى من “البرج الجنوبي” لقصر المؤتمرات بطرابلس