برلماني ليبي: بعثة الأمم المتحدة تنحرف عن مهمتها الأساسية

0
116

أعرب عضو مجلس النواب الليبي، الدكتور عبد السلام نصية، عن قلقه إزاء المسار الذي تسلكه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تحت قيادة ممثلة الأمين العام، هانا تيته، منذ بدء مهامها في 20 فبراير 2025.

وأشار في منشور عبر صفحته على فيسبوك، إلى أن هناك توقعات كبيرة بأن تلعب البعثة دوراً محورياً في تيسير الحوار الوطني، خاصة مع انطلاق جلسات اللجنة الاستشارية، إلا أن تحركات الممثلة الخاصة حتى الآن تثير تساؤلات حول مدى التزامها بالمهمة الأساسية الموكلة إليها.

وأوضح نصية أن الممثلة الخاصة أجرت 21 لقاءً رسمياً خلال فترة عملها القصيرة، تضمنت 9 لقاءات مع سفراء دول أجنبية، و5 لقاءات مع وزراء في الحكومة الليبية، بينما لم يُلحظ تحرك فعلي نحو جمع الأطراف الليبية المتنازعة في حوار مباشر لحل القضايا الخلافية.

واعتبر أن التركيز على اللقاءات الثنائية مع ممثلي الدول والمنظمات الدولية قد يُنظر إليه على أنه انحراف عن الهدف الأساسي للبعثة، وهو تسهيل الحوار بين الليبيين أنفسهم، وبناء الثقة بين مختلف المكونات الوطنية.

وأضاف عضو مجلس النواب أن البعثة الأممية مطالبة بأن تكون وسيطاً محايداً يسعى لتقريب وجهات النظر، وليس طرفًا يركز على التواصل مع الفاعلين الدوليين والحكوميين فقط، مشدداً على أن هذا النهج قد يؤدي إلى فقدان ثقة الأطراف الليبية في الوساطة الأممية، مما يفاقم الأزمة ويزيد من التدخلات الخارجية.

ودعا نصية بعثة الأمم المتحدة إلى إعادة توجيه جهودها نحو القضايا الخلافية الحقيقية، مثل منصب رئيس الدولة، وإدارة السلاح، والحكم المحلي، وتوزيع الدخل الوطني، والمواطنة، والخطاب الديني، باعتبارها محاور أساسية في بناء دولة العدل والقانون.

كما أكد أن ليبيا بحاجة إلى مشروع وطني شامل يعيد بناء الدولة على أسس توافقية، بعيداً عن المصالح الدولية المتضاربة.

واختتم نصية تصريحه بالتأكيد على أن هناك فرصة لتصحيح مسار البعثة الأممية، شريطة أن تركز جهودها على لمّ شمل الأطراف الليبية، وتعزيز الثقة في الوساطة الدولية، والاستماع إلى تطلعات الشعب الليبي، بدلاً من الاستمرار في منهج قد يؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي.