ضربات دبلوماسية واقتصادية ومستقبل عسكري غامض.. هل وقع أردوغان في حفرة ليبيا؟

0
422

قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بألاعيب سياسية وعسكرية للسيطرة على ثروات الليبيين من خلال دعم حكومة الوفاق بالسلاح والمرتزقة والضغط على أوروبا بورقة المهاجرين غير الشرعيين للسكوت عن انتهاكاته.

لكنه الآن يواجه ضغط كبير سواء سياسياً من خلال المبادرات والدعوات التي يطرحها المجتمع الدولي لحل الأزمة الليبية.

وعسكرياً حيث تلقى تهديداً من قبل الجيش الليبي عبر القوات البحرية التي أكدت أنها ستدمر أي سفينة ستقترب من السواحل الليبية، إلى جانب تحركات القاهرة التي أطلقت تحذيراً أخيراً بقرار برلمانها التدخل العسكري في ليبيا إذا ما تم تجاوز الخطوط الموضوعة.

واقتصادياً حيث هدد الاتحاد الأوروبي تركيا بفرض عقوبات عليها في حال استمرت في انتهاكاتها شرق المتوسط، وتدخلها في ليبيا، فهل ينجو أردوغان من الحفرة التي نصبها لنفسه داخل ليبيا؟.

التطورات الأخيرة في ليبيا أوهمت البعض بأن أردوغان وميليشيات حكومة الوفاق، قد انتصروا على الجيش الوطني الليبي، إلا أن الواقع يؤكد أن أردوغان في مشكلة حقيقية في ليبيا، وهو لا يعرف كيف ينجو بنفسه من الحفرة التي حفرها بيديه حين قرر استغلال الوضع المأساوي في ليبيا لتحقيق أطماعه في حوض البحر المتوسط، دون أن يسبب مزيداً من الضرر بالمصالح الاقتصادية والعلاقات الدولية لتركيا، ويتسبب في مزيد من الانهيار لشعبيته داخل تركيا.

تواجد المنظمات الإرهابية في ليبيا، من العوامل الهامة شجعت أردوغان، الذي يفكر بعقلية رئيس العصابة، على الاستفادة من الوضع لسد احتياج تركيا المتزايد للغاز وموارد الطاقة، حيث إن تركيا هي أكبر مستهلك للطاقة في حوض البحر المتوسط، بقيمة سنوية تتجاوز 41 مليار دولار.

المجتمع الدولي الذي صمت طويلاً على اعتداء أردوغان السافر على سوريا على مدار 6 سنوات مضت، لم يصمت اليوم جراء ما يمارسه أردوغان في ليبيا، لأن الأمر لم يعد مسألة داخلية يعاني منها الشعب الليبي وحده، بل إن تدخل أردوغان في ليبيا أصبح يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي لدول شرق المتوسط، ودول شمال أفريقيا، بما فيها مصر، بالإضافة إلى التهديد الغير المباشر لمصالح الدول الأوروبية، خصوصاً في جنوب أوروبا، الذي يعتمد أمنها الاقتصادي على موارد الطاقة المنتجة في البحر المتوسط.