اجتماع مجلسي النواب والدولة بالقاهرة.. هل يساهم في إنهاء الانقسام بليبيا؟

0
95

احتضنت العاصمة المصرية القاهرة، اجتماع تشاوري بين مجلسي النواب والدولة الليبيين لمناقشة سُبل الدفع بالعملية السياسية الليبية نحو حل شامل يُنهي حالة الانقسام في مؤسسات الدولة ويُفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وضم اجتماع القاهرة 96 عضوًا من مجلس النواب الليبي و73 عضوًا من مجلس الدولة الاستشاري، والذي عقد بدعوة من مجلسي النواب والشيوخ المصريين.

في البيان الختامي للاجتماع، أكد أعضاء مجلسي النواب والدولة على الملكية الليبية الخالصة للعملية السياسية عبر المؤسسات الرسمية، وضرورة استمرار التواصل بين المجلسين من خلال اللقاءات المشتركة.

كما اتفقوا على تفعيل مخرجات اللقاء الثلاثي الذي عُقد بالقاهرة برعاية جامعة الدول العربية في 10 مارس 2024، والذي يركز على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية.

وشدد البيان على أهمية دور البعثة الأممية للدعم في ليبيا، مع التأكيد على ضرورة أن يظل هذا الدور في إطاره المحدد بقرار إنشائها، والمتمثل في دعم المؤسسات الليبية وفقًا للاتفاق السياسي.

واتفق الأعضاء على عقد اللقاء القادم للمجلسين في إحدى المدن الليبية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ما تم الاتفاق عليه.

ورحب مجلس النواب المصري بمخرجات هذا الاجتماع، معتبرًا إياها خطوة هامة تدفع باتجاه استقرار ليبيا، وتدعم العملية السياسية لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وعبر أعضاء مجلس النواب الليبي في لقاء عقد عقب المشاورات مع رئيس مجلس النواب المصري حنفي الجيالي، عن شكرهم وامتنانهم لجمهورية مصر العربية قيادة وبرلماناً وحكومة وشعباً للاستضافة الكريمة ولحرص مصر على تحقيق أمن واستقرار ليبيا وموقفها الراسخ في سبيل تحقيق إرادة الشعب الليبي ودعم المؤسسات الشرعية في ليبيا.

كما أشاد أعضاء مجلس الدولة الاستشاري الليبي في لقاء عقد مع رئيس مجلس الشيوخ المصري المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، بالدور الفاعل الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم الشعب الليبي والقضايا العربية على كافة المستويات، مؤكدين حرص مصر الدائم على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، والعمل على بلورة موقف عربي موحد للدفاع عن القضايا المصيرية للأمة العربية في المحافل الإقليمية والدولية.

وأكد أعضاء مجلس الدولة على إيمان ليبيا الدائم بدور مصر الإقليمي والدولي في حل الكثير من الملفات، وخاصة دعم ووحدة واستقرار ليبيا وغيرها من الدول الشقيقة، مشيرين إلى أن استقرار مصر وقوتها تصب دائماً في صالح كافة الدول العربية.

رئيس كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة الاستشاري عادل كرموس، قال في تصريحات صحفية، إن اجتماع القاهرة بين أعضاء المجلسين اتسم بحرص الحاضرين على تغليب المصلحة العليا للوطن والاتفاق على إعداد خارطة طريق تنهي الانقسام بالسلطة التنفيذية وتسمية المناصب السيادية والإدارة المحلية، وتمسك المجلسين بحقهما في ممارسة مهامهما دون أي تدخل من أي طرف إلا على سبيل الدعم والمساعدة.

وأوضح كرموس، أنه تم الاتفاق على تفعيل اللقاءات السابقة بين المجلسين وتشكيل لجان مشتركة تتولى اقتراح آلية اختيار السلطة التنفيذية والمناصب السيادية، وأن يكون اللقاء القادم داخل ليبيا.

كما صرحت عضو مجلس النواب عائشة الطبلقي، بأن النقاشات بين المجلسين في اجتماع القاهرة كانت حول بعض النقاط الخلافية، وجرى تناولها والتوافق على بعضها إلى حين الاجتماع القادم لوضع آليات الحلول.

وأشارت النائبة إلى تشكيل لجنة لمتابعة نتائج الاجتماع وتحديد مكان وزمان الاجتماع المقبل، لافتة إلى أن نقاط البيان الختامي تؤكد على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية وتوحيد المؤسسات والمضي قدمًا نحو الانتخابات.

وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 من فوضى وانقسامات سياسية، تعمقت في مارس 2022 بوجود حكومتين متنافستين، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة في طرابلس، وحكومة أخرى مكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد في بنغازي.

ويرى مراقبون أن الواقع المعقد في ليبيا يجعل من الاجتماعات التشاورية بين الأطراف الليبية، مثل اجتماع القاهرة، بارقة أمل نحو تحقيق توافق يُنهي الانقسام ويُعيد الاستقرار إلى البلاد.