المبعوثة الأممية الجديدة تبدأ عملها في ليبيا.. هل تنجح في إنهاء الجمود السياسي؟

0
135

وصلت المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا تيتيه، إلى طرابلس، لتبدأ مهمتها في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات، والتي تأتي في ظل حالة الجمود السياسي التي تعيشها البلاد حالياً، بعد فشل كل المبادرات واستمرار الخلافات والانقسام بين الأطراف الليبية.

المبعوثة الأممية الجديدة تسلمت منصبها بعد سلسلة من المبعوثين الذين فشلوا في تحقيق اختراق حقيقي للأزمة الليبية، ورغم المحاولات المتكررة لإيجاد تسوية سياسية، لايزال الصراع بين الحكومات المتنافسة يعرقل أي جهود جادة نحو الاستقرار.

وفور وصولها أصدرت تيتيه، بيان قالت فيه إنها ستقود جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، مستفيدة من العمل الذي قام به أسلافها وزملائها في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومواصلة شق الطريق نحو حل بقيادة ليبية وملكية ليبية.

وأشارت إلى أن هذا لن يتحقق دون المشاركة النشطة مع جميع الليبيين، عبر الطيف السياسي، داخل المجتمع المدني، بين كبار السن، والنساء، والشباب، وكل مجتمع متميز ومكون ثقافي يشكل هذه الأمة النابضة بالحياة، وبالتعاون مع زملائها في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستسعى إلى معرفة آرائهم وأفكارهم، وفهم مخاوفهم، ورفع أصواتهم وتعزيز آمالهم في المستقبل.

ولفتت إلى أنه وإدراكاً منها بأن الحل الدائم يجب أن يكون ملكاً لليبيين وبقيادة ليبية، ستعمل أيضاً مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للحصول على دعمها من أجل حشد الجهود الجماعية لتمكين الجهات الفاعلة الليبية من الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية والسيادة.

وأكدت تيتيه، أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستواصل تحت قيادتها العمل بلا كلل لدعم وتمكين المؤسسات الليبية من عقد انتخابات وطنية شاملة وصياغة رؤية وطنية جماعية لمعالجة التحديات التي تواجهها ليبيا منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن هذا الأمر لن يكون سهلاً، ولكن العمل الجماعي يجعل ذلك ممكناً ولن تدخر جهداً في السعي إلى تحقيق السلام والاستقرار لليبيا والشعب الليبي.

وبدأت هانا تيتيه، لقاءاتها مع المسؤولين الليبيين، حيث التقت برئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، الذي أكد لها دعم حكومته لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تعزيز الاستقرار في ليبيا، والعمل على تحقيق الاستحقاقات الانتخابية وإنهاء المراحل الانتقالية.

كما التقت هانا تيتيه، مع المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية، الطاهر الباعور، والذي أكد بدوره استعداد وزارة الخارجية لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح مهام عمل البعثة الأممية.

ويعد الانقسام السياسي من أكبر التحديات التي تواجه المبعوثة الأممية، حيث لايزال مجلسا النواب والدولة على خلاف حول القوانين الانتخابية، فيما تواصل حكومتا طرابلس وبنغازي التنافس على الشرعية، ما يعقد إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل.

إلى جانب الجمود السياسي، تظل الميليشيات المسلحة عائقاً رئيسياً أمام أي تسوية، حيث تسيطر هذه الجماعات على مناطق واسعة، وتفرض نفوذها بقوة السلاح، مما يجعل من الصعب تحقيق أي استقرار أمني حقيقي دون معالجة ملفها بشكل جذري.

كما تزيد التدخلات الخارجية من تعقيد المشهد الليبي، حيث تدعم أطراف دولية وإقليمية فصائل متصارعة، ما يعطل أي جهود أممية للحل، وكل مبادرة سلام تصطدم بالمصالح المتضاربة لهذه القوى، مما يقلل من فرص نجاح أي مبعوث أممي جديد.

محاولات الأمم المتحدة السابقة لتحقيق المصالحة الوطنية لم تؤتِ ثمارها بشكل ملموس، فالمبادرات التي طُرحت على مدار السنوات الماضية لم تحظَ بإجماع، بسبب استمرار الخلافات حول تقاسم السلطة، مما أضعف فرص نجاح أي مسار سياسي دائم.

ويبقى التساؤل الأهم: هل تستطيع المبعوثة الأممية الجديدة تحقيق ما فشل فيه سابقيها؟ ويعتمد نجاح مهمتها على قدرتها على جمع الأطراف الليبية حول طاولة الحوار، وضمان توافق دولي يدعم الحل، دون تدخلات تعرقل المسار السياسي.

ويرى مراقبون أن نجاح المبعوثة الأممية الجديدة مرهون بإرادة محلية حقيقية لإنهاء الانقسام، ودعم دولي غير منحاز، أما الفشل، فقد يعني استمرار الفوضى، وتأجيل الحل إلى أجل غير مسمى.