منظمات حقوقية تحذر من خطورته.. كيف يؤثر “تيك توك” على الشباب الليبي؟

0
158

تصاعدت التحذيرات بشأن تأثير تطبيق “تيك توك” على الشباب الليبي، مع تزايد انتشار محتوى غير لائق يؤثر على القيم الأخلاقية والصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وحذرت منظمات حقوقية من تداعيات خطيرة قد تنجم عن الاستخدام غير المنضبط للمنصة.

وبحسب تقرير للجمعية الأمريكية لعلم النفس، تؤثر منصات التواصل الاجتماعي على أدمغة الأطفال بشكل مختلف عن البالغين، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب واضطرابات الصورة الذاتية، وربطت دراسة بجامعة كاليفورنيا استخدام التطبيق بالسلوك التخريبي واضطرابات الأكل والإدمان الرقمي.

وأفاد بيان نشرته المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا موقع من عدة منظمات، ملاحظة ظهور علامات الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي بين مستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تيك توك، حيث تُظهر التسجيلات المرئية (الفيديوهات القصيرة) اهتمام المراهقون في ليبيا بمتابعة حسابات عشرات “المؤثرون” على هذا الموقع من الجنسين.

وأشارت إلى أنه لا يتم مراعاة الفوارق العمرية، ويكثر نقل ونشر مقاطع فيديو لشباب ليبيين وفتيات، وهم في بث مباشر، يتحدثون ويقومون بأفعال دون ضوابط، أفعال وأقول لا تخدش الحياء فقط، بل تقع تجاوزات كبيرة، مثل الحديث على العلاقات الجنسية والتلفظ بألفاظ نابئة. ومن أخطر التجاوزات التي تم رصدها، تواصل بعض المؤثرين مع قاصرين وأطفال عبر بث مباشر يحدث فيه التنمر واستخدام الطفل كمادة للسخرية وجلب متابعات.

وحذرت منظمة العفو الدولية من تأثير خوارزميات تيك توك، التي توجه المستخدمين نحو محتوى متكرر قد يفاقم مشكلات نفسية مثل الاكتئاب وإيذاء النفس، وأكد التقرير أن هذه الخوارزميات قد تدفع الأطفال إلى متابعة مقاطع تروج لسلوكيات ضارة دون وعي بخطورتها.

أرجعت المنظمات الحقوقية انتشار الظاهرة إلى غياب دور الإعلام الحكومي التربوي، ما جعل المؤثرين مصدرًا أساسيًا للمحتوى الذي يستهلكه الأطفال والمراهقون، مؤكدة أن هذا الفراغ ساهم في تعزيز تأثير المحتوى العشوائي على سلوك الشباب الليبي.

وأوصت المنظمات الحكومة بتشكيل لجنة لوضع سياسات وطنية تحد من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، كما طالبت بإلزام شركات الإنترنت بحجب المحتوى غير المناسب للأطفال، مع تعزيز دور وزارة التعليم في تقديم محتوى تربوي ينافس المحتوى الترفيهي الضار.

وشددت المنظمات في توصياتها على ضرورة تحمّل أولياء الأمور مسؤولية مراقبة المحتوى الذي يتابعه أبناؤهم، وتطبيق إجراءات احترازية عند استخدام التطبيقات الرقمية. ودعت إلى تحديث القوانين لمنع التجاوزات الرقمية، وتعزيز الرقابة القانونية على المحتوى الذي يستهدف الأطفال.

وفي ظل غياب الضوابط، يستمر تيك توك في التأثير على الأطفال والمراهقين في ليبيا، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الجهات الحكومية والمجتمع المدني. فهل ستتمكن ليبيا من فرض رقابة حقيقية، أم ستظل هذه المخاطر تهدد الأجيال الشابة؟