ديكارلو: الانقسامات تعرقل استقرار ليبيا والتدخلات تعيق الانتخابات

0
183

أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، روزماري ديكارلو، خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن، أن الأوضاع في ليبيا لا تزال متوترة بسبب الانقسامات السياسية وسوء إدارة الاقتصاد واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن البلاد لا تزال بعيدة عن تحقيق الاستقرار المنشود بعد 14 عامًا من ثورة 17 فبراير.

وأوضحت أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعمل على إحياء العملية السياسية عبر تشكيل لجنة استشارية لمعالجة القضايا الخلافية في التشريعات الانتخابية، والتي حالت دون إجراء الانتخابات.

وأضافت أن اللجنة تضم 20 شخصية ليبية، بينهم خبراء قانونيون ودستوريون، و35% منهم نساء، مؤكدة أن هذا الجهد يهدف إلى إزالة العقبات أمام الانتخابات الوطنية.

وتطرقت ديكارلو إلى استمرار التنافس على السيطرة على مؤسسات الدولة، مؤكدة أن غياب الميزانية الموحدة والإطار المالي المتفق عليه يزيد من تعقيد الأزمة. كما حذرت من التدخلات السياسية في تعيين قيادة ديوان المحاسبة، مطالبة باحترام استقلالية المؤسسات الرقابية في ليبيا.

وأشارت إلى أن الجمود السياسي ينعكس أيضًا على المصالحة الوطنية، حيث لم يتم التوصل إلى توافق حول مشروع قانون المصالحة الذي أقره المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ديسمبر الماضي، بسبب تعديلات أثارت مخاوف بشأن استقلالية مفوضية المصالحة الوطنية المستقبلية.

وعلى المستوى الأمني، أكدت ديكارلو أن الأنشطة المسلحة غير النظامية تشكل تهديدًا خطيرًا، مشيرة إلى الهجوم المسلح الذي استهدف وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، في طرابلس، وتصاعد التوترات العسكرية في الجنوب.

كما شددت على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 بشكل كامل، مشيدة بإنشاء فريق فني مشترك لتحسين التنسيق الأمني بين المؤسسات العسكرية في الشرق والغرب.

وفيما يتعلق بحقوق الإنسان، عبرت عن قلقها من استمرار الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، مطالبة السلطات الليبية باتخاذ خطوات عاجلة لضمان المحاكمات العادلة وتحسين ظروف الاحتجاز.

كما أشارت إلى اكتشاف مقابر جماعية لمهاجرين في مناطق جغرة والكفرة، مؤكدة ضرورة فتح تحقيق شامل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

وفي ختام إحاطتها، شددت ديكارلو على أهمية دعم المبعوثة الأممية الجديدة، هانا تيتيه، التي ستتولى مهامها في طرابلس، داعية مجلس الأمن إلى تقديم دعمه الكامل لها في جهودها لإنهاء الجمود السياسي والمساعدة في توحيد مؤسسات الدولة تمهيدًا لإجراء الانتخابات الوطنية.