لا يخفي على أحد ما تمر به ليبيا الآن، من انقسام وانعدام للأمن، فبعد عقد وبضع سنوات، لازالت ليبيا تبحث عن طريق للاستقرار والوحدة والأمن والأمان.
فُتحت أبواب ليبيا على مصراعيها أمام الخونة والمارقين وأصحاب المصالح، وتسللت القوى خارجية من دول وجهات عدة، مستغلين الراغبين في الوصول للسلطة الطامعين فيها، فكانت أحداث فبراير المدخل لكل ذلك.
وفرت أحداث 17 فبراير، مناخا مناسبا وجيدا لجماعة الإخوان المسلمين، لتزيد من قوتها ونفوذها وقدرتها داخل ليبيا، فاستهدفت السيطرة على مفاصل الدولة، فكان ذلك إيذانا ببدء مرحلة من الخراب والدمار والانقسام بالبلاد.
كونت جماعة الإخوان المسلمين تحالفات عدة لتضمن تنفيذ مخططها، فلم تترك فرصة لأي حلول للأزمة طوال تلك المدة، فلم تكتفي بما أحدثته في البلاد قبل وأثناء أحداث فبراير، فاستمرت إلى الآن في تعطيل خطوات الانطلاق لمرحلة سياسية جديدة بعد سنوات الحرب والدمار التي شهدتها البلاد.
أشعلت جماعة الإخوان في ليبيا الفتنة الخاملة على مدار أشهر قبل اندلاع أحداث 17 فبراير، وبعد أن نجح مخطط الجماعة المُحكم، وخرجت المظاهرات من المدن الليبية ضد حكم العقيد معمر القذافي، اندست عناصرها بين المتظاهرين.
خرج أنصار وأتباع الجماعة من جحورهم التي مكثوا فيها لعشرات السنوات، عملوا في العلن لتنفيذ مخططهم على الوجه الأكمل.
وقعت جماعة الإخوان المسلمين في شراك الخيانة، بسبب طمعهم التاريخي في الوصول للسلطة، فباعوا وطنهم للغرباء، وفتحوا بوابة ليبيا الغربية أمام الغزاة.
دعم أعضاء وأنصار جماعة الإخوان، الضربة الجوية الدولية التي استهدفت ليبيا، أو بالأحرى استهدفت المدنيين والأبرياء في ليبيا، بل وساهموا في التنسيق مع حلف الناتو لاستهداف أماكن ومناطق، فسقط مئات الضحايا.
زاد نفوذ الإسلام السياسي في ليبيا بعد أحداث فبراير، في محاولة للاستحواذ على السلطة، إلا أن الشعب كشف ما يرمون إليه، ففقدوا شعبيتهم في الشارع الليبي، ولجأوا إلى استخدام العنف لإرغام كل من يرفضهم ويرفض وجودهم على طاعتهم والانصياع لأوامرهم.
خرج من صلب جماعة الإخوان المسلمين، العديد من الميليشيات في ليبيا، ممن يحاربون ويقتلون باسم الدين، وعلى رأسم ميليشيات فجر ليبيا وهي إحدى الحركات المتطرفة المسلحة، التي طغت في ليبيا، وكانت الجماعة على علاقة وطيدة معهم، خاصة وأن فجر ليبيا كانت تخدم مصالحهم.
وتقف جماعة الإخوان الآن حائلاً أمام أي محاولة من محاولات الإصلاح والمصالحة في البلاد، ولا يعلم أحد أين ومتى سينتهي هذا الصراع في ظل وجود هؤلاء بين ثنايا السلطة في ليبيا.