ميثاق أديس أبابا.. خطوة نحو المصالحة الوطنية بليبيا أم اتفاق بلا أطراف؟

0
264

شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الجمعة، توقيع “ميثاق السلام والمصالحة الوطنية” في ليبيا، بحضور رئيس الكونغو، دينيس ساسو نغيسو، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي.

الاتحاد الأفريقي وصف الحدث بأنه “تاريخي”، معتبرًا أنه جزء من جهوده لدعم المصالحة في ليبيا. رغم ذلك، لم تشارك الأطراف الليبية الرئيسية، مثل المجلس الرئاسي ومجلس النواب والقيادة العامة للجيش الوطني، في التوقيع على الميثاق.

ورغم وصول رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إلى أديس أبابا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي، لم يحضر مراسم التوقيع.

ويعمل المجلس الرئاسي الليبي على مشروع للمصالحة الوطنية منذ أبريل 2021، ويخطط لعقد مؤتمر جامع بدعم من الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا

في المقابل، أقر مجلس النواب، في يناير الماضي، قانونًا منفصلًا للمصالحة الوطنية، جاء ذلك رغم دعوة رئيس المجلس الرئاسي لرئيس البرلمان إلى اعتماد قانون المصالحة الذي أعده المجلس الرئاسي في وقت سابق.

وأعرب نائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني، عن اعتراضه على غياب القيادات السياسية عن مراسم التوقيع. معتبراً أن تقاعس السياسيين في الشرق والغرب مسؤول عن تأخر المصالحة، مشيرًا إلى أن البعض قد يتعمد تعطيلها.

وصف الكوني الحدث بأنه كان يجب أن يكون “عرسًا تاريخيًا” للمصالحة، بحضور قادة أفريقيا والعالم، لكنه أكد أن غياب القادة الليبيين عن التوقيع يمثل فرصة ضائعة للوحدة الوطنية ولمّ الشمل.

وأثار غياب الأطراف الليبية تساؤلات حول فعالية الميثاق وقدرته على تحقيق مصالحة حقيقية، ويرى مراقبون أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مدعومًا بتوافق داخلي، وليس مجرد مبادرة يتم توقيعها خارج البلاد.

وفي ظل استمرار الانقسام السياسي وتعثر الانتخابات، تواجه ليبيا تحديات كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية، ومع ذلك، يبقى الاتحاد الأفريقي مصممًا على لعب دور أكثر تأثيرًا في دعم الاستقرار الليبي.

ويرى البعض أن توقيع الميثاق قد يكون خطوة أولى نحو تسوية الأزمة، لكنه يحتاج إلى دعم حقيقي من الأطراف الليبية، فبدون إرادة سياسية داخلية، سيظل الميثاق مجرد وثيقة دون تأثير فعلي على الأرض.

والسؤال المطروح الآن، هل يشكل هذا الميثاق نقطة تحول نحو إنهاء الصراع، أم أنه مجرد مبادرة أخرى تُضاف إلى قائمة المحاولات غير المكتملة؟ الأيام القادمة ستكشف مدى تأثير هذه الخطوة على مستقبل ليبيا.