عينت الدبلوماسية الغانية هانا سيروا تيتيه، رئيسة لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، خلفاً للدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي الذي ترك المنصب في مايو 2024، لتكون المبعوث الأممي الـ10 إلى ليبيا.
ومنذ أن أنشئت البعثة الأممية في ليبيا عام 2011 عقب سقوط نظام القذافي، تم تعيين 9 مبعوثين جميعهم فشلوا في حل الأزمة الليبية بل زادوا تعقيدها بسبب عدم حيادهم وفرض أراءهم على الليبيين.
وتتمتع السيدة تيتيه بخبرة تمتد لعقود على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك توليها مؤخرًا منصب المبعوثة الخاصة للأمين العام لمنطقة القرن الأفريقي من عام 2022 حتى عام 2024. وقبل ذلك، شغلت منصب الممثلة الخاصة للأمين العام لدى الاتحاد الأفريقي ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي بين عامي 2018 و 2020، بعد أن تولت سابقًا منصب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي.
وقبل انضمامها إلى الأمم المتحدة، كانت السيدة تيتيه عضوًا بارزًا في مجلس وزراء حكومة غانا كوزيرة للخارجية بين 2013 و 2017، وعضوًا في مجلس الأمن القومي ومجلس القوات المسلحة. كما شغلت أيضًا منصب وزيرة التجارة والصناعة بين عامي 2009 و 2013.
وخلال فترة عملها كوزيرة للخارجية من عام 2014 إلى عام 2015، تولت رئاسة مجلس الوزراء وكذلك رئاسة مجلس الوساطة والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). وخلال فترة توليها حقيبة وزيرة للتجارة والصناعة في الحكومة الغانية، كانت عضوًا في فريق الإدارة الاقتصادية للحكومة، وعضوًا في مجلس إدارة هيئة تنمية الألفية، وعضوًا في لجنة التخطيط الوطني للتنمية، ورئيسة مجلس المناطق الحرة في غانا.
وانتخبت تيتيه عضوا في البرلمان الغاني -المؤتمر الوطني الديمقراطي- عن دائرة آووتو سينيا من عام 2000 إلى عام 2005. ثم انتخبت مرة أخرى في المؤتمر الوطني الديمقراطي عن دائرة آووتو سينيا الغربية خلال الولاية التشريعية الممتدة من 2013 إلى 2017. كما تم تعيينها كميسرة مشاركة في المنتدى رفيع المستوى لإحياء اتفاقية حل النزاع في جنوب السودان.
وحصلت تيتيه على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة غانا، ليغون، وبعد إتمام دراساتها القانونية العليا في كلية الحقوق في غانا، التحقت بنقابة المحامين في عام 1992. وهي تتقن اللغات الإنجليزية والمجرية والفانتي.
وتعليقاً على تعيين هانا تيتيه، قال المحلل السياسي خالد الحجازي، إن تيتيه تتمتع بخبرة واسعة كوزيرة سابقة للخارجية في غانا وممثلة خاصة للأمين العام في الاتحاد الأفريقي، وهذه الخلفية تجعلها مؤهلة لفهم التحديات السياسية في ليبيا.
ورأى المحلل السياسي الليبي، سالم أبو خزام، أن تكليف هانا تيتيه بتولي منصب المبعوثة الأممية في ليبيا سيمثل حلاً وسطاً بين الأطراف الدولية بغض النظر عن قدراتها.
وقال أبو خزام في تصريح صحفي إن “هناك انقساماً حاداً في مجلس الأمن الدولي تجاه قضية تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، وهذا الانقسام أساساً بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا”.
وأضاف: “اختيار الدبلوماسية الغانية من عدمه والفوز بالمنصب من عدمه يبقى مؤشراً على عدم التفاهم في المجتمع الدولي، أما إذا حدث تواصل بين القطبين فستأتي شخصية تتمتع بالحضور والقوة، مع الدعم الدولي إجمالاً”.
وكان نائب رئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، قال في وقت سابق إن تسمية مبعوث جديد ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة الفشل التي واجهها الليبيون طيلة السنوات الماضية، إن هذا النهج العقيم يجب أن ينتهي، والحل لا يمكن أن يكون إلا ليبيا خالصا ينبع من إرادة أبناء الوطن.
وأكد النويري، في بيان رفض الاعتماد على بعثة الأمم المتحدة كوسيط للأزمة الليبية، مشيراً إلى أن الفشل المتكرر للمبعوثين الأمميين دليل قاطع على أن الحل لن يأتي من الخارج، بل يتحقق بإرادة الليبيين وحدهم.
ولفت إلى ضرورة التوجه نحو مسار وطني خالص، والتركيز على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وبناء دستور دائم يعيد القرار للشعب الليبي، ليختار قياداته ويعيد بناء دولته على أسس شرعية.
كما أكد أن تحقيق مصالحة وطنية شاملة هي السبيل الوحيد لاستعادة الوحدة الوطنية وقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي، فيجب أن تكون مصلحة ليبيا فوق كل الاعتبارات.
- التحقيقات جارية.. هل دعمت شركة فرنسية نظام القذافي في ملاحقة معارضيه؟
- صمت الأطراف الليبية يثير تساؤلات حول تعيين مبعوث أممي جديد.. لماذا؟
- الحكومة الليبية المكلفة تشترط لوحات جمركية مؤقتة للمركبات الأجنبية
- مباحثات ليبية أوروبية بشأن سبل إنجاح المرحلة الانتقالية وإتمام الانتخابات
- 4 آلاف طالب ليبي يتنافسون في مسابقة “القندس” المعلوماتية