هل تشهد الأزمة الليبية انفراجة في إدارة ترامب الجديدة؟

0
76
دونالد ترامب

تشهد الأزمة الليبية تعقيدات سياسية وأمنية غير مسبوقة، وسط صراع داخلي وتداخلات إقليمية ودولية، وفي ظل هذه الظروف، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب مع الملف الليبي، وسط توقعات باتباع نهج شامل يركز على دعم المؤسسات الوطنية وتقليل التدخلات الخارجية لإعادة الاستقرار إلى البلاد. 

ويتوقع مراقبون أن تعمل الإدارة الأمريكية على تعزيز الحلول السياسية عبر دعم الحوار الوطني وتقوية المؤسسات السيادية في ليبيا.

وتشير التوقعات إلى إمكانية السعي نحو تفعيل خطط لدمج التشكيلات المسلحة في المؤسسات الأمنية الرسمية، ما يسهم في الحد من التوترات ويدعم بناء دولة القانون، كما أنه من المرجح  أن تضغط الإدارة على الأطراف المحلية للإسراع في إجراء انتخابات شاملة كخطوة أساسية نحو استقرار طويل الأمد. 

من الناحية الاقتصادية، يرى خبراء أن ليبيا تمثل نقطة محورية للمصالح الأمريكية في المنطقة، حيث تشكل ثرواتها النفطية فرصة كبيرة للاستثمارات الدولية، ولتحقيق ذلك، قد تركز الإدارة على ضمان تشغيل الحقول والموانئ النفطية تحت سلطة مركزية آمنة، بما يضمن استمرار تدفق الصادرات النفطية ويحد من مخاطر الإرهاب التي تهدد أمن المنطقة. 

ويتوقع محللون أن تقدم واشنطن مبادرات جديدة تهدف إلى تقليل التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، مع العمل على جمع الأطراف الليبية حول طاولة المفاوضات للتوصل إلى حلول مستدامة.

كما قد تُعزز الإدارة تعاونها مع الشركاء الدوليين لدعم جهود المصالحة الوطنية وتحقيق استقرار سياسي يُمهد الطريق لإعادة الإعمار. 

ورغم التفاؤل النسبي بشأن دور الإدارة الأمريكية الجديدة، يواجه المشهد الليبي تحديات كبيرة، أبرزها الانقسامات الحادة بين الأطراف المحلية، وغياب الثقة، وانتشار التشكيلات المسلحة، وتضارب المصالح الدولية، وهذه العقبات تُعقّد جهود تحقيق السلام، مما يجعل الحلول السريعة بعيدة المنال ما لم تُدعَم بخطوات حاسمة على الأرض. 

يشير مراقبون إلى أهمية استمرار التنسيق بين الجهود الدولية والمحلية لدعم المبادرات التي تركز على المصالحة وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

كما يرون أن نجاح أي خطة سلام يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الأطراف الليبية، إلى جانب دعم دولي فعال يُعزز مسار الاستقرار في البلاد. 

بينما تتطلع ليبيا إلى مرحلة جديدة من الاستقرار، تبقى الأنظار معلقة على قدرة الإدارة الأمريكية على لعب دور محوري في حل الأزمة، وسط تعقيدات المشهد الحالي.