شهدت مدينة جبلة السورية مؤخراً ملتقى نظمه متطرفون تابعون لهيئة تحرير الشام، حيث برز خلاله ظهور متشددين من جنسيات مختلفة، كان من بينهم ليبيون.
ويعكس هذا الحدث مدى الترابط المتزايد بين الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، خاصة بين ليبيا وسوريا، حيث أصبحت ساحات النزاع في البلدين بيئة خصبة لتبادل الأفراد والموارد والخبرات بين هذه الجماعات.
ويشير تواجد ليبيين ضمن صفوف هيئة تحرير الشام في سوريا إلى عمق الروابط التي تربط بين التنظيمات المتطرفة، ويطرح تساؤلات حول تأثير هذا الارتباط على استقرار المنطقتين.
ومنذ عام 2019 شهدت مناطق غرب ليبيا خلال السنوات الأخيرة وقائع عديدة تؤكد وجود مقاتلين سوريين بين الجماعات المسلحة النشطة هناك، مما يعكس التداخل العميق بين الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولم يكن هذا الوجود وليد الصدفة، بل نتاج تحالفات وتداخلات إقليمية ودولية حولت ليبيا إلى ساحة صراع متعدد الأطراف، فمنذ تصاعد النزاع الليبي بعد عام 2019، برزت تقارير تؤكد نقل آلاف المقاتلين السوريين، المنتمين إلى فصائل مسلحة شمال سوريا، إلى مناطق غرب ليبيا، حيث لعبوا دوراً بارزاً في دعم حكومة الوفاق الوطني آنذاك في مواجهتها مع الجيش الوطني الليبي.
كما أظهرت تسجيلات مرئية وصور توثّق وجود مقاتلين سوريين في غرب ليبيا انتشرت عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار تساؤلات حول شبكات التجنيد والدعم اللوجستي التي تسهل انتقالهم بين الدول، وهو ما أكدته تقارير أممية.
في المقابل، لا يمكن فصل تواجد السوريين في غرب ليبيا عن ظهور الليبيين في سوريا ضمن الجماعات الإرهابية، حيث شهدت سنوات الفوضى في سوريا تواجد عناصر الجماعة الليبية المقاتلة، والذي شاركوا في العمليات ضمن صفوف جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، وهو ما يؤكد مدى تعقيد العلاقة بين الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، حيث يتم تبادل الأفراد والخبرات بين الجبهات في ليبيا وسوريا لتعزيز قدراتها القتالية وخدمة أجنداتها المشتركة.
ويرى مراقبون وجود عناصر محسوبة على هيئة تحرير الشام في غرب ليبيا يُظهر بوضوح كيف تحولت الأراضي الليبية إلى ملاذ لعناصر إرهابية فارّة من المواجهات في سوريا، هؤلاء المقاتلون تم توظيفهم لتعزيز مكاسب عسكرية وسياسية لأطراف داخلية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في غرب ليبيا، خاصة أن بعض هؤلاء المقاتلين تورطوا في أنشطة غير مشروعة مثل تهريب الأسلحة والبشر، ما عزز من دور غرب ليبيا كمركز للأنشطة الإجرامية التي تغذيها الفوضى.
وبالتالي فإن هذا التداخل بين ظهور السوريين في غرب ليبيا وتورطهم في أنشطة مسلحة وغير قانونية وبين نشاط الليبيين في سوريا يعكس الفشل المستمر للحكومات الليبية في السيطرة على الأمن وإعادة بناء المؤسسات.
وترى تقارير أن فتح المجال أمام هذه التحالفات العابرة للحدود يؤكد ضعف المؤسسات الأمنية والسياسية في ليبيا، خاصة في طرابلس، التي أصبحت بيئة خصبة لتغلغل المجموعات المسلحة.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت السلطات الأمنية الليبية خاصة في شرقي البلاد حالة من الاستنفار لملاحقة أي تحركات للعناصر المتطرفة التي تنتقل من خارج ليبيا، وذلك في بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق ومحاولة تسلل بعض المسلحين إلى عدد من المدن والبلدات الليبية.
وتمكن جهاز الأمن الداخلي في مدينة بنغازي، من الإطاحة بخلية تتبع تنظيم إرهابي سوريا تم تكليفها بجمع معلومات ورصد تحركات في الأراضي الليبية، حيث تسللت كعمالة إلى مدينة بنغازي شرق البلاد، ومكلفة بتجنيد سوريين وتم رصد تحركاتها منذ فترة طويلة.
ورصدت الأجهزة الأمنية اتصالات بين المجموعة بآمرها في سوريا والعثور بحوزتها على خرائط و وسيلة للتواصل معه لتنفيذ مخطط إرهابي في ليبيا، موضحاً أن الإجراءات التي تتخذها السلطات الليبية لا تستهدف الجالية السورية في بنغازي وهي تعيش في أمن وأمان بكافة طوائفها وتوجهاتها السياسية.
وأشار المسئول إلى أن الخلية التي تم القبض عليها تتبع جبهة النصرة الإرهابية، مؤكدا أن العناصر تلقت تدريبات قتالية في الأراضي السورية قبل أن تنتقل لمدينة بنغازي الليبية منذ 3 سنوات تقريبا، لافتا إلى أن العناصر السورية قاتلت إلى جانب جبهة النصرة الإرهابية في مدينة درعا السورية.
- ليبيا.. ضبط 58 مهاجراً غير شرعي وتسليمهم إلى مركز إيواء العسة
- الحرائق الغامضة مستمرة.. 233 منزلاً تضررت حتى الآن في مدينة الأصابعة
- مباحثات ليبية قطرية لتعزيز التعاون في مجالات العمل والتدريب
- مشاورات ليبية أممية بشأن دفع العملية السياسية وإتمام الانتخابات
- الحكومة الليبية المكلفة تناقش ملفات خدمية وأمنية وتعزيز جهود المصالحة
- خالد شكشك: 50 مليون دولار تمت الموافقة عليها دون علم ديوان المحاسبة
- البعثة الأممية: مستعدون لدعم الأطراف الليبية للاتفاق على ميزانية موحدة
- تحذيرات من انهيار اقتصادي ممنهج في ليبيا بفعل الفساد ونفوذ الميليشيات
- تصنيف دولي يضع ليبيا ضمن أخطر 10 دول في الجرائم المالية.. فما الأسباب والحلول؟
- ليبيا.. ضبط 70 مهاجرا غير شرعي في عمليات تمشيط صحراوية
- وزيرا خارجية مصر وتونس يؤكدان على دعم الحل “الليبي_الليبي” للأزمة
- ليبيا.. تحذير من منخض جوي مصحوب بتقلبات جوية على الجنوب الغربي
- ليبيا.. وفاة 3 أشخاص في حادث سير مروع بالعاصمة طرابلس
- رئيس ديوان المحاسبة الليبي يحذر من دخول البلاد مرحلة “التزوير” و”التشويش”
- ضبط تاجر مخدرات وزوجته بحوزتهما 34 كيلو “حشيش” في بنغازي