الاحتفال بالعام الجديد في ليبيا يثير جدلاً واسعاً

0
195

أثار قرار السلطات الليبية بمنع الاحتفال برأس السنة الميلادية بحجة مخالفته للشريعة الإسلامية، جدلاً واسعاً في البلاد، ما بين مؤيد للقرار ومعارضين له.

وقررت السلطات في شرق وغرب ليبيا حظر الاحتفال برأس السنة الميلادية، وتداول السلع المُرتبطة بهذا العيد، مثل “شجرة الكريسماس” وتمثال “بابا نويل” وذلك لأنه مخالف للشريعة الإسلامية متوعدة كل من يخالف الحظر باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

ونفذ الحرس البلدي في طرابلس، حملة أمنية واسعة ضبط خلالها كمية من المواد الخاصة بالاحتفال برأس السنة، استهدفت معامل تصنيع الحلويات ومحال بيع وتغليف الهدايا.

كما نفذ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي حملة تفتيش على المحلات التجارية ضبط خلالها مجموعة من الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة.

وتعليقاً على حظر الاحتفال برأس السنة قالت المحامية الليبية ثريا الطوييي، إن الحرس البلدي يخلط بين الاحتفال بعيد المسيح عليه السلام والاحتفال بقدوم عام جديد، مضيفة: “يوم عيد الكريسماس تحججوا بأخذهم للشوكولاتة من المحال بأنها مخالفة للقيم الإسلامية، رغم أننا لا نوافقهم لأنهم يجب أن يعملوا وفق القانون وليس وفق ايدلوجية دينية لا تؤيدها نصوص قطعية”.

وتساءلت المحامية الليبية هل مجرد كيك مكتوب عليه 2025 يمس القيم الإسلامية؟ وهل قانوني أن يدخل الحرس البلدي لمحال الحلويات ويأخذ الكعك المعبرة عن السنة الجديدة بدون حرز أو جرد ولا نرى كيف سيتم التصرف فيها؟.

من جهة أخرى أيد عضو مجلس النواب الليبي صالح افحيمة حظر الاحتفال برأس السنة، مشيراً إلى أنه يهدف إلى “حماية الهوية الإسلامية للدولة الليبية، خاصة أن ليبيا بلد ذو أغلبية مسلمة، ولا توجد بها ديانات أخرى”.

وأكد افحيمة، في تصريحات صحفية أن هذا القرار “لا يتعارض مع حرية العبادة، لكنه يأتي كإجراء للحفاظ على القيم الدينية، خصوصًا بين الأجيال الشابة”.

بينما رفض عضو مجلس الدولة الاستشاري بلقاسم قزيط، ربط قرار حظر الاحتفال برأس السنة بالجانب الديني، مؤكداً أن “الاحتفال برأس السنة لا يتعلق بمفاهيم دينية بقدر ما هو تعبير عن الفرح”.

وقال قزيط، في تصريحات صحفية إن ليبيا يوجد بها جنسيات متعددة وبالتالي من حقهم أن يحتفلوا بهذه المناسبة، معتبراً أن الشيء الغريب بالنسبة للأجهزة الأمنية شرقاً وغرباً أنها تركز في هذه الأمور ولكنها لا تتحدث عن تجارة المخدرات التي أصبحت ليبيا ممراً دولياً لها، وتجارة البشر وتجارة الأعضاء التي أصبحت كابوساً في البلاد، لكنها تسعى لتضييق مساحة الفرحة عند الناس بذرائع واهية.