كيف ضغط توني بلير على القذافي لإتمام صفقة أسلحة بريطانية؟

0
212

أظهرت وثائقُ سريةٌ حديثةٌ ضغوطاً مارستها الحكومةُ البريطانيةُ بقيادةِ توني بلير على نظام الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي لإتمامِ صفقةِ أسلحةٍ لصالحِ شركةِ “بي إيه إي سيستمز”. 

الوثائقُ التي كشفت عنها صحيفةُ “فاينانشيال تايمز” تضمنت خطاباً من رئيسِ الشركةِ، سير ريتشارد إيفانز، في عام 2004، يطلبُ فيه من رئيسِ أركانِ بلير، جوناثان باول، التدخل لفتح محادثاتٍ مع الجانبِ الليبي حول إبرام مذكرةِ تفاهم تشمل مشاريع مدنية وعسكرية مستقبلية. 

وجرى تقديم هذه المطالب من قِبَل بلير بشكل مباشرٍ إلى الحكومةِ الليبيةِ خلالَ تلك الفترةِ كجزءِ من جهودِ تعزيزِ التعاونِ بين البلدين. 

وشملت نقاط المناقشة شكلاً من أشكال مذكرة التفاهم لتغطية مشاريع مدنية وعسكرية في المستقبل، تضيف الوثائق أن رئيس الوزراء -آنذاك- نقل طلبات الشركة إلى الحكومة الليبية كجزء من المناقشات بين البلدين، وفقاً لتبادل الرسائل الذي أصدره مكتب مجلس الوزراء.

وأظهرت الوثائق مدى قرب العلاقة بين بلير والقذافي، حين كانت بريطانيا تضغط بشكل نشط من أجل رفع العقوبات عن ليبيا، بعد تأكيدات بأن ليبيا قد أنهت برنامجًا لتطوير أسلحة الدمار الشامل.

وفرض الاتحاد الأوروبي حظراً على توريد السلاح إلى ليبيا في العام 1986 رداً على ما اعتبره دعم ليبيا للتنظيمات الإرهابية، وجرى رفع الحظر في أكتوبر العام 2004 بعد ضغوط مكثفة من قبل بعض الدول الأعضاء بينها بريطانيا وإيطاليا. واستند الاتفاق جزئيًا على موافقة ليبيا على التخلي عن برنامجها لأسلحة الدمار الشامل الذي استمر لعقود والذي عززه القذافي بشراء المواد من مصادر السوق السوداء.

وحسب فاينانشيال تايمز، أشارت رسالة إيفانز، المؤرخة في 22 مارس 2004، إلى أن شركة “بي إيه إي” كانت تعمل مع ليبيا لمدة ثلاث سنوات في انتظار استئناف العلاقات الطبيعية، مع عقد بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني لبعض الأعمال الطارئة، بما في ذلك الحركة الجوية والاتصالات.

وتسبق تلك الرسائل زيارة تاريخية أجراها بلير إلى ليبيا في الخامس والعشرين من مارس العام نفسه، حيث التقى القذافي بعد سنوات من اضطراب العلاقات بين البلدين على خلفية حادث لوكربي العام 1988.

وردًا على خطاب إيفانز، كتب رئيس أركان حكومة بلير، أن رئيس الحكومة قد أثار الاهتمام بالأمر مع القذافي، وتحدث مع وزير الخارجية الليبي، مؤكداً أنه يجري ترتيب كل شيء على الجانب الليبي، وأنه يمكن أن تساعد في تهيئة الظروف لاستثمار أكبر لشركة (بي إيه إي سيستمز) في ليبيا مع مرور الوقت. 

وبعد رفع الحظر على ليبيا، حصلت شركة “MBDA”، حيث تملك شركة بي إيه إي سيتمز 37.5% من الأسهم، صفقة مع ليبيا بقيمة 199 مليون جنيه استرليني لتوريد صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة اتصالات في العام 2007.

واستمرت العلاقةُ بينَ بلير والقذافي في إثارةِ التساؤلاتِ خاصةً بعدَ سقوطِ نظامِ القذافي، حيث تشيرُ تقاريرُ إلى أنَّ بلير أجرى محاولاتٍ خلالَ ثورةِ 2011 لإقناعِ القذافي بمغادرةِ ليبيا لتجنبِ تفاقمِ الأوضاع، الأمر الذي جلب له انتقاداتٍ واسعةً اعتبرتْها انحيازًا لمصالحٍ شخصيةٍ وتجاريةٍ.