يشهد ملف الدستور في ليبيا استمراراً للانقسامات الحادة بين الأطراف المختلفة، حيث يتجدد الخلاف حول أولوية الاستفتاء على مشروع الدستور الذي أُقر قبل سبع سنوات وهو توجه تقود حكومة الوحدة ورئيسها عبدالحميد دبيبة، أو إجراء تعديلات على المواد المثيرة للجدل.
وتتباين المواقف بين دعوات لاعتماد المسودة الحالية كحل لإنهاء المرحلة الانتقالية وتنظيم الحياة السياسية، وبين من يطالب بإعادة النظر في بعض المواد لضمان توافق أوسع بين مكونات الشعب الليبي، بما يعكس حالة التعقيد في المشهد السياسي.
ويدفع المؤيدون للاستفتاء على المشروع الحالي باتجاه إجراء التصويت العام دون تعديلات، مستندين إلى أنه تم إقرار المشروع وفق النصاب القانوني المطلوب في الهيئة التأسيسية، وأن الشعب وحده هو صاحب القرار النهائي في هذه القضية.
ويرى هذا الفريق أن أي محاولة لتعديل المواد ستفتح الباب أمام معارضة جديدة قد تُعقّد المسار الدستوري، مؤكدين أن الدستور الحالي يتماشى مع المعايير الدولية ويحقق الحد الأدنى من التوافق الوطني المطلوب.
في المقابل، يطالب آخرون بإدخال تعديلات على المواد التي أثارت الجدل، لاسيما تلك المتعلقة بمنع ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين للانتخابات الرئاسية، وهو محل الخلاف.
ويرى هذا الفريق أن هذه التعديلات ضرورية لتحقيق صيغة توافقية أوسع تضمن رضا جميع الأطراف، مشيرين إلى أن التصويت الذي جرى عام 2017 كان مخالفاً للإجراءات القانونية وأثار اعتراضات واسعة، بالإضافة إلى إعادة النظر في قضايا تتعلق بحقوق الأقليات، حيث عبّر ممثلو بعض المكونات الثقافية واللغوية، مثل الأمازيغ، عن رفضهم للمشروع بصيغته الحالية، وذهب المجلس الأعلى للأمازيغ إلى التلويح بإجراءات أكثر تصعيداً في حال التعنت في الدعوة للاستفتاء من أي طرف كان.
وفي عام 2018، أصدر مجلس النواب قانون الاستفتاء على الدستور المقترح في جلسة طارئة، وهو قانون يعتمد نظام تقسيم البلاد إلى ثلاث دوائر (أقاليم)، بدلاً من دائرة واحدة.
ويتزامن هذا الخلاف مع تحركات حكومة الوحدة الوطنية التي تؤكد على ضرورة الاستفتاء كخطوة أساسية لإنهاء المراحل الانتقالية، والدفع نحو تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ودعا دبيبة في كلمته في ذكرى عيد الاستقلال، إلى اعتماد دستور ينهي المراحل الانتقالية، وينظم الحياة السياسية.
وفي الوقت نفسه، تسعى أطراف سياسية أخرى إلى تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد نحو هذه الانتخابات، مما يعكس استمرار الصراع بين مختلف الأطراف حول طبيعة الحلول المناسبة للأزمة، وهو توجه تدعمه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ويقوده مجلسي النواب والأعلى للدولة، واتفقوا عليه في اجتماعات بوزنيقة الأخيرة.
وعلى جانب آخر، يدفع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، نحو إتمام الانتخابات أولاً كحل للأزمة، ودعا لتشكيل حكومة موحدة، مهمتها إجراء الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني، وتوفير احتياجات المواطنين.
ويعكس هذا الوضع تعقيدات المشهد الليبي، حيث لا يزال التوافق على الدستور يمثل تحدياً كبيراً أمام أي جهود لتحقيق الاستقرار.
وبينما يدعو البعض إلى الاحتكام للاستفتاء كوسيلة لإنهاء الجدل، يرى آخرون أن الحل يكمن في تعديل المواد الخلافية لضمان تحقيق رؤية مشتركة تُمهّد الطريق نحو بناء دولة مستقرة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي.
- مجلس النواب الليبي يعلن الانتهاء من إعداد دليل الصياغة التشريعية
- ليبيا.. انقلاب قارب مهاجرين غير شرعيين انطلق من زوارة
- ليبيا.. ضبط 12 مهاجرا غير شرعي بمدخل مدينة مصراتة
- الحكومة المكلفة تبحث آليات تسجيل المنظمات العاملة في ليبيا
- ليبيا.. الأرصاد تتوقع سقوط أمطار على بعض مناطق الشمال والجنوب
- ليبيا.. عودة التيار الكهربائي لمنطقة الليثي ببنغازي بعد إجراء إصلاحات
- مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا يتفقد عدداً من المشاريع بسرت
- مياه النهر الصناعي تصل لأول مرة إلى مدينة مسلاتة
- “دبيبة” يبحث أوضاع واحتياجات مدينة الكفرة مع عدداً من أعيانها وحكمائها
- مصرف ليبيا المركزي يمدد العمل بـ”ضريبة الدولار” لحين إشعار آخر
- الجيش الليبي يجري تحركات لتعزيز تأمين المنشآت النفطية ومنطقة سبها العسكرية
- النيابة الليبية تحبس تشكيل عصابي لاستيلائهم على أموال مركز الاستشعار وعلوم الفضاء
- الإمداد الطبي في ليبيا يسلم مشغلات غسيل الكلى لمراكز بالمنطقتين الشرقية والوسطى
- ليبيا.. إصدار طابع بريد للذكرى الخمسين لتأسيس شركة الزاوية لتكرير النفط
- ليبيا.. شركة الخليج العربي للنفط تدشن مطار حقل مسلة بعد صيانته