كيف نجحت الجهود الدبلوماسية في دفع إيطاليا لنقل السجناء الليبيين لوطنهم؟

0
198

نجحت ليبيا في تحرير أبنائها من السجون الإيطالية وتفعيل اتفاقية تبادل السجناء بين البلدين لقضاء عقوبتهم في وطنهم، بعد جهود دبلوماسية حثيثة تم بذلها على مدار السنوات الماضية وكثفت خلال الشهور القليلة الماضية.

ووافقت الحكومة الإيطالية مؤخراً على تفعيل اتفاقية تبادل السجناء بين إيطاليا وليبيا، والتي بموجبها سيكون الليبي المحتجز في إيطاليا قادراً على قضاء عقوبته في وطنه.

وجاءت الموافقة خلال اجتماع مجلس الوزراء الإيطالي الذي عقد بتاريخ 23 ديسمبر الجاري، بناءً على اقتراح من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاياني.

وتهدف الاتفاقية، التي تم توقيعها في باليرمو في 29 سبتمبر 2023، إلى تسهيل إعادة إدماج المحكوم عليهم في مجتمعاتهم الأصلية من خلال السماح لهم بقضاء ما تبقى من مدة عقوباتهم في بلدانهم.

وتتضمن الاتفاقية شروطاً محددة يجب توافرها لعملية النقل، منها أن يكون الحكم نهائياً، وأن يكون الجزء المتبقي من العقوبة سنة واحدة على الأقل، باستثناء حالات استثنائية.

كما تشترط الاتفاقية أن يكون الفعل الذي أدى إلى الإدانة، جريمة أيضاً بموجب قانون الدولة التي سينقل إليها السجين، بالإضافة إلى ضرورة موافقة كل من الدولتين على عملية النقل، وموافقة السجين المعني بشكل كامل ومستنير.

وكان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ناقش خلال زيارته إلى روما في نوفمبر الماضي، ملف السجناء الليبيين مع وزير العدل الإيطالي، كارلو نوريدو.

كما بحث النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور خلال زيارته لروما في الـ17 من ديسمبر الجاري مع السلطات القضائيّة الإيطالية حل أزمة السجناء الليبيين، وقضاء باقي مدة عقوبتهم في وطنهم.

وتابع أيضاً رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب يوسف العقوري، قضية السجناء الليبيين في إيطاليا خلال مشاركته منتدى البحر المتوسط المنعقد في العاصمة الإيطالية روما نوفمبر الماضي.

وذكر مصدر عسكري أن موافقة الحكومة الإيطالية على الإفراج عن الشباب الليبيين المحتجزين لديها جاءت عقب وساطة من القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

كما أطلقت الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب في وقت سابق حملة دولية من أجل إطلاق سراح الرياضيين الليبيين الذين تم اعتقالهم عام 2015، بأحد السجون الإيطالية، بتهمة الهجرة غير الشرعية.

والشباب الرياضيين الليبيين المعتقلين في إيطاليا هم: مهند نوري خشيبة (طرابلس 1992) علاء فرج الزغيد (بنغازي 1995) طارق جمعة العمامي (بنغازي 1995) عبدالرحمن عبدالمنصف البرعصي (بنغازي 1995) محمد الصيد المزوغي (طرابلس 1993).

وتعود تفاصيل القضية لعام 2015، بعد أن قرر الرياضيين الليبيين الهجرة إلى إيطاليا لاحتراف كرة القدم على متن قوارب الهجرة غير الشرعية إلا أن الرحلة حملت عدة مفاجآت غير سارة، منها وفاة عدد من المهاجرين وهم على متن القارب.

وقبض الأمن الإيطالي على اللاعبين في مدينة كتانيا بعد تلقيهم بلاغات وشهادات من مهاجرين غير شرعيين، أكدوا بأن الرياضيين يعملون كمنسقين مع منظمات تتخصص في الهجرة غير الشرعية من شواطئ ليبيا نحو إيطاليا.

وفي يوليو 2021 حكمت محكمة إيطالية على الرياضيين الليبيين بالسجن 30 عاما، بعد إدانتهم بـ”الاتجار بالبشر” في قضية تعرف بـ”مذبحة فيراغوستو”، حيث لقي 49 مهاجراً مصرعهم (اختناقاً) على متن قارب صغير كان قادماً من ليبيا صيف عام 2015.

واستندت المحكمة الإيطالية في حكمها على اللاعبين على أدلة ومعلومات تفترض أن طاقم السفينة (المهربين) كانوا يختبئون بين الركاب المهاجرين بينما يدفع محامون ونشطاء بأن تقارير الشرطة بعدة حجج براءة من بينها أن الأشخاص المستجوبين كانوا تحت تأثير الصدمة جراء الحادثة.

في المقابل أكدت عائلات اللاعبين بأنهم ضحايا اتهموا بقضايا ليست لهم صلة فيها، إذ أنهم هاجروا نحو إيطاليا كلاجئين بحثاً عن احتراف كرة القدم، وأجبرهم المهاجرون الذين كانوا على نفس القارب بقيادته بالقوة.