استمرت تحالفات جماعة الإخوان المسلمين مع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد دبيبة، خلال عام 2024، للسيطرة على المؤسسات الليبية وعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ومنذ سقوط نظام القذافي عام 2011 بدأت جماعة الإخوان في الصعود السلطة وتحالفت مع الحكومات المتعاقبة على غرب ليبيا، واستمرت هذه التحالفات مع حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة.
واتخذت جماعة الإخوان موقفا معاديا من مجلس النواب الليبي، بعدما رفضهم الشعب، وأقصاهم من البرلمان، فكان وجودهم قائما على الخلافات والانهيارات والأزمات التي أرهقت البلاد والعباد.
وتسيطر جماعة الإخوان على مجلس الدولة الاستشاري، واستمرت في السيطرة عليه بإقامة تحالف قوي مع حكومة دبيبة المتمسكة بالسلطة، والتي وجدت فيه الحليف الأفضل، بعدما تلاقت مصالحهما معا، تحت حماية الميليشيات والجماعات المسلحة، التي تحصل بين الحين والآخر على مكافآت نظير خدماتها للطرفين.
ويستغل دبيبة تحالفه مع الإخوان، من أجل مجابهة مجلس النواب الليبي، من خلال استغلال صلاحيات مجلس الدولة الاستشاري، والتصدي لأي قرارات يصدرها البرلمان الليبي.
ودبت خلافات بين رئيس مجلس الدولة خالد المشري وجماعة الإخوان رغم أنه محسوباً عليها، بعد توافقاته مع مجلس النواب، ما جعلها تسعى للتخلص منه والمجيء برئيس جديد يتوافق مع أجندتها.
وهو حدث بالفعل في انتخابات رئاسة المجلس التي جرت في أغسطس 2023، التي فاز بها محمد تكالة، المحسوب على حزب العدالة والبناء الذراع السياسية للتنظيم.
ونفذ تكالة خلال عام 2024 ما تربو إليه جماعة الإخوان وحكومة دبيبة، وعمل هدم كل التوافقات التي توصل إليها مجلس الدولة مع مجلس النواب خلال عهد المشري، لا سيما قوانين الانتخابات التي أنجزتها لجنة 6+6 المشكلة من المجلسين.
ولكن في انتخابات رئاسة مجلس الدولة في عام 2024 سقط تكالة وعاد المشري لرئاسته، لكن تكالة شكك في العملية الانتخابية ولجأ للقضاء وحصل على حكم من محكمة استئناف جنوب طرابلس ببطلان وعدم صحة جلسة انتخابات رئاسة المجلس.
وانقسم أعضاء مجلس الدولة بين المتحالفين مع تكالة والمتحالفين مع المشري، ما جعل المجلس في النهاية عاجزاً أمام قدرته على الاضطلاع بمسؤولياته وتعطل العملية السياسية وهو يريده دبيبة للبقاء أطول فترة ممكنة في السلطة وجماعة الإخوان أيضاً.
كما تحالف دبيبة، مع مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، الذي تستخدمه جماعة الإخوان في ليبيا، عبر إصداره فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها.
ويستخدم دبيبة هو الآخر الغرياني، في إصدار فتاوى ودعوات تحريضية كلما شعر بقرب حصول أي توافق والإطاحة بحكومته، والتي كان آخرها دعوته لقادة الميليشيات إلى إعادة تنظيم صفوفها والتدريب، للسيطرة على السلطة بالقوة، بعد إعلان البعثة الأممية إطلاق عملية سياسية تشمل اختيار حكومة جديدة.
وعندما أعلن مجلس النواب انتهاء ولاية حكومة الوحدة في عام 2022، وتكليف حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، خرج الغرياني بفتوى أن التعامل مع حكومة باشاغا سيغضب الله، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم.
ويرى مراقبون أن تحالف حكومة دبيبة مع جماعة الإخوان جاء لتلاقي مصالحهم معاً، حيث أن كلاهما يهدفان إلى استمرار حالة عدم الاستقرار وتعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وسبق ورفض الشعب الليبي جماعة الإخوان في انتخابات مجلس النواب التي جرت عام 2014 ولا يستطيعون الوصول إلى الرئاسة أو السيطرة على مجلس النواب من خلال الانتخابات إذا أجريت مرة أخرى.
وينطبق نفس الأمر على دبيبة، الذي لا يستطيع الوصول إلى السلطة من خلال الانتخابات، حيث أنه لا يمتلك أي شعبية بسبب فشل حكومته في إجراء الانتخابات التي كان مقرر إجراؤها في ديسمبر 2021 إلى جانب تحالفه مع الميليشيات وسوء إدارته خلال الفترة الماضية.
- ليبيا.. احتمالية سقوط أمطار على مناطق الشمال والحرارة تصل لـ 19 درجة
- النيابة الليبية تتصدى لواقعات اعتداء على أملاك الدولة ببلدية البيضاء
- دبيبة يشهد حفل اختتام المؤتمر الثالث للجمعية الليبية لجراحة السمنة وأمراضها بمصراتة
- نفوق 7 آلاف دجاجة في طبرق بمرض “نيوكاسل ND”
- عميد بلدية طرابلس يشارك في مؤتمر “البلديات من أجل السلام” بإسطنبول