ليبيا في 2024.. المصالحة الوطنية محلك سر

0
131

شهدت ليبيا على مدار عام 2024 العديد من الاجتماعات لمناقشة ملف المصالحة الوطنية، بين الأطراف الليبية واجتماعات مع الاتحاد الأفريقي واللجنة الأفريقية بشأن ليبيا، ومع البعثة الأممية.

لكن كل هذه الاجتماعات لم تسفر عن أي حل لملف المصالحة الوطنية في ليبيا وبقيت الأوضاع كما هي لا جديد يذكر ولا قديم يعاد.

ويهدف مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا إلى إنهاء الخلافات والعداوات المتراكمة التي تكونت بعد أحداث فبراير عام 2011 وسقوط نظام القذافي، وبعد الانقسام السياسي الذي عرفته ليبيا بداية من عام 2014.

وخلال العامين الماضيين، احتضنت أكثر من مدينة ليبية اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة، التي رعاها المجلس الرئاسي، وظلت المساعي تبذل على أمل عقد مؤتمر وطني جامع للمصالحة، بمدينة سرت في أبريل الماضي، لكنها تعثرت بعد تصاعد الأزمات وانسحاب عدد من الأطراف.

وقبل أسبوعين أجرى رئيس الكونغو برازافيل رئيس اللجنة الأفريقية بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، زيارة إلى ليبيا التقى خلالها بالمسؤولين في شرق وغرب البلاد، لدفع عجلة المصالحة وتفعيل دور الاتحاد الأفريقي في دعم الحوار الليبي – الليبي، بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلام.

وعقد رئيس الكونغو برازافيل سلسلة اجتماعات مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، والنائب بالمجلس، عبدالله اللافي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة.

كما عقد رئيس الكونغو برازافيل اجتماع آخر موسع في بنغازي مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، والرئيس الكونغولي ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس الحكومة الليبية المكلفة أسامة حماد.

وعرض الرئيس الكونغولي خلال زيارته مقترح ميثاق المصالحة الوطنية، مبدياً رغبته في تشجيع الأطراف الليبية للتوقيع عليه واعتماده، فيما قدم المشير خليفة حفتر، مبادرة جديدة تهدف إلى ضمان نجاح المصالحة الوطنية الشاملة، مشدداً على ضرورة توافق الجميع من أجل بناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد.

وفي أكتوبر الماضي زار وفداً من الاتحاد الأفريقي العاصمة الليبية طرابلس، برئاسة الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، رفقة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والممثل الخاص لرئيس الكونغو برازافيل، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، وزير الخارجية، جان كلود جاكوسو.

وجاءت زيارة الوفد الأفريقي التي التقى خلالها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وعضو المجلس عبد الله اللافي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، لبحث الخطوات المتخذة منذ انطلاق عملية المصالحة الوطنية بليبيا، والتحديات التي تواجهها، وسبل تجاوزها.

كما أجرى وزير الشؤون الخارجية والفرانكفونية والكونغوليين بالخارج جان كلود جاكوسو، الذي تترأس بلاده اللجنة رفيعة المستوى حول الشأن الليبي، زيارتان إلى في شهر أغسطس ومايو الماضيين وعقد خلالهما سلسلة اجتماعات لبحث الملف ذاته.

وأجريت عشرات الاجتماعات بين الأطراف السياسية على مدار عام 2024 من قبل مجلسي النواب والدولة والمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة ونظمت أيضاً العديد من المؤتمرات ولكن كلها لم تخرج عن كونها مجرد أحاديث ولم تنفذ أي من مخرجاتها على أرض الواقع.

ويرى المراقبون أن تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا يتطلب أولاً توحيد الدولة مؤسسياً وعسكرياً وحل الميليشيات واحتكار السلاح في يد الدولة وتطبيق القانون على الجميع.

ويؤكد المراقبون أن هذه الشروط إذا تحققت سيكون من السهل جمع الأطراف على طاولة الحوار واتخاذ المعاهدات بعد اندلاع أي نزاعات وتتحقق بالفعل مصالحة وطنية على أرض الواقع.