يحيي الليبيون اليوم الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال ليبيا وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية مستمرة، أبرزها الفشل في تنظيم الانتخابات وتوحيد المؤسسات.
وتتزامن هذه المناسبة مع دعوات من القيادات الليبية إلى تعزيز السيادة الوطنية وإنهاء التدخلات الأجنبية وحل الميليشيات، في خطوة نحو تحقيق استقلال حقيقي واستقرار دائم.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، إن الظروف اليوم بات أكثر إلحاحا لتكاتف الجهود المحلية والدولية على حد سواء للعمل على مشروع جاد يتجنب تكرار التجارب الفاشلة.
وأكد القائد العام للجيش الليبي في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ73 لاستقلال ليبيا، على وجوب العمل على بناء دولة الدستور التي تواكب متطلبات العصر وتطوره وتنقذ البلاد من أزماتها السياسية المتفاقمة وخطورة تداعياتها على سلامة ليبيا.
واستطرد: “كيف لنا أن نحتفل باستقلال ليبيا وقد تصدعت أركانها وأساساتها وتحولت إلى حقل تجارب؟ هل قامت الدولة التي حلمنا بها؟ الدولة التي تجمع تحت مظلتها كل الليبيين وتحمي حقوقهم وتضمن لهم العدالة والمساواة وفرص العمل الشريف، الدولة التي تحتكر السلاح وترد المظالم”.
وتابع أن الاستقلال يفقد قيمته ومعناه ويصبح مجرد ذكرى في سجلات التاريخ إذا تفككت وحدة البلاد وانتهكت سيادة الوطن وارتهن مصيره بقرارات من خارج حدوده، مردفا أن معنى الاستقلال لا ينحصر في قرار تصدره الأمم المتحدة بل يعني السيادة والحرية والكرامة.. الاستقلال هو أن يمتلك الشعب قراره في تقرير مصيره وإدارة شؤونه.
من جانبه، دعا مجلس النواب الليبي الشعب إلى استلهام قيم الوحدة التي توجت يوم الاستقلال، مشددًا على أهمية التلاحم الوطني لمواجهة التحديات الراهنة وبناء مستقبل أفضل. كما أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على ضرورة استلهام إرث المؤسسين والعمل المشترك للحفاظ على سيادة ليبيا وتحقيق تطلعات الشعب في انتخابات تعيد الشرعية لمؤسسات الدولة. وأعربت عن أسفها لاستمرار فشل إجراء الانتخابات وتأجيل آمال الليبيين في اختيار قادتهم.
ويشعر الليبيون بحالة من الاحتقان إزاء التدخلات الأجنبية في شؤون بلادهم، حيث نظمت قبائل ليبية احتجاجات تحت شعار “لا للتدخل الأجنبي” في بني وليد، قوبلت بحملة اعتقالات من الشرطة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، مما أثار موجة غضب شعبي.
وتطالب هذه الفعاليات بوقف التدخلات والإفراج عن المعتقلين، ما يعكس تفاقم التوترات الداخلية نتيجة غياب توافق وطني واستمرار الانقسامات.
في ظل هذه الأوضاع، تبقى ذكرى الاستقلال فرصة للتأمل في المسار السياسي والاجتماعي الذي تسلكه ليبيا، وحاجة الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم والعمل معًا لتحقيق تطلعاتهم في بناء دولة تحقق الاستقرار والازدهار لجميع مواطنيها.
- ليبيا في 2024.. المصالحة الوطنية محلك سر
- مفوضية الانتخابات الليبية تبدأ عملية انتخاب عمداء البلديات المجموعة الأولى 2024
- ليبيا.. دبيبة يتابع تنفيذ المرحلة من مبادرة الإسكان
- حكومة الوحدة الليبية تؤكد دعمها للحكومة السورية الحالية وحرصها على التعاون معها
- “حماد” يناقش مع مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي الميزانية الموحدة للدولة لعام 2025