كيف أحبط الأمن الليبي مخطط تحويل بنغازي لمدينة استقبال للمتطرفين السوريين؟

0
179

تواجه ليبيا تحديات أمنية متصاعدة نتيجة لتداعيات الصراعات الإقليمية وتغلغل العناصر الإرهابية، ما يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد. 

وتُعد الجغرافيا المفتوحة والتوترات السياسية عوامل تزيد من تعقيد المشهد الأمني، خاصة مع محاولات الجماعات المتطرفة استغلال الوضع لتحقيق أهدافها، وهو ما تواجهه السلطات الأمنية بجهود مكثفة من قبل السلطات الأمنية لضبط الأمن ومواجهة هذه التحديات من خلال رصد التحركات المشبوهة والتعامل بحزم مع محاولات اختراق الحدود أو تنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي الليبية.  

وركزت السلطات الأمنية في مدن شرق ليبيا، وخاصة في مدينة بنغازي، على تعزيز الإجراءات الأمنية ومتابعة أي أنشطة تهدد الاستقرار. 

وتمكن جهاز الأمن الداخلي في بنغازي مؤخراً من القبض على خلية إرهابية تتبع تنظيم جبهة النصرة السوري، وذلك بعد مراقبة دقيقة لتحركات الخلية التي تسللت إلى المدينة تحت غطاء العمالة. 

وأكد مسؤول في الجهاز أن العناصر الموقوفة كانت مكلفة بجمع معلومات وتجهيز مخططات إرهابية، وهو ما يبرز دور الأجهزة الأمنية في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، خاصة مع استمرار محاولات بعض الجماعات المسلحة التسلل وتنفيذ أجندات تخريبية.  

وتمكنت السلطات الليبية من كشف تفاصيل إضافية حول هذه الخلية التي تلقت تدريبات قتالية في سوريا وشاركت سابقاً في المعارك إلى جانب جبهة النصرة بمدينة درعا السورية. 

وأشار المسؤول الأمني إلى أن الخلية كانت على اتصال بقياداتها في سوريا، وعُثر بحوزتها على خرائط وأجهزة تواصل تُستخدم في تنفيذ مخططات إرهابية داخل ليبيا، مؤكداً أن هذه الإجراءات لا تستهدف الجالية السورية التي تعيش في أمن وسلام، بل تهدف إلى منع أي تهديد لأمن ليبيا.  

في سياق أوسع، أشار تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان في سبتمبر الماضي إلى هروب نحو 3000 من المقاتلين السوريين من القواعد العسكرية في المنطقة الغربية، حيث انتشروا في المدن الليبية بهدف العمل أو الهجرة إلى أوروبا. 

وقبل موجة الهروب الأخيرة، قُدر عدد المرتزقة السوريين في ليبيا بنحو 7000 مقاتل، مما يُبرز التحديات الأمنية المرتبطة بتواجد هذه العناصر.  

وتعكس هذه الأحداث استمرار تأثير الصراعات الإقليمية على الوضع الأمني الليبي، ما يستدعي تكثيف الجهود الأمنية، خاصة في المناطق الشرقية التي أثبتت قدرة عالية على التصدي للمخططات الإرهابية، وبالتالي يظل التنسيق الأمني الداخلي عنصراً حاسماً في مواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد استقرار البلاد.