يواصل الاتحاد الأفريقي جهوده لحلحلة ملف المصالحة الوطنية في ليبيا، وأجرى رئيس الكونغو برازافيل رئيس اللجنة الأفريقية بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، زيارة إلى ليبيا التقى خلالها بالمسؤولين في شرق وغرب البلاد.
وبدأ الرئيس الكونغولي زيارته إلى ليبيا الاثنين الماضي وعقد جلسة مباحثات بالعاصمة طرابلس مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، والنائب بالمجلس، عبدالله اللافي، تركزت حول ملف المصالحة الوطنية في ليبيا، الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي، ودفع عجلة المصالحة وتفعيل دور الاتحاد الأفريقي في دعم الحوار الليبي – الليبي، بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلام.
وناقش الجانبان، أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز مسار المصالحة في إطار التزام الاتحاد الأفريقي بدعم ليبيا في هذه المرحلة الحاسمة، وقدم الرئيس دنيس ساسو نغيسو، في ختام المباحثات مقترح ميثاق المصالحة للمجلس الرئاسي.
كما التقى الرئيس الكونغولي يوم الاثنين أيضاً مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، وناقش معه فكرة مقترح ميثاق المصالحة الوطنية، مبدياً رغبته في تشجيع الأطراف الليبية للتوقيع عليه واعتماده.
وأكد دبيبة للرئيس الكونغولي، أن الانتخابات هي الحل الوحيد للصراع السياسي الراهن، مشيراً إلى أن الخلاف الحقيقي لا يوجد بين أبناء الشعب الليبي، بل هو محصور بين الطبقة السياسية الحاكمة.
وتوجه الرئيس الكونغولي والوفد المرافق له إلى مدينة بنغازي أمس الأول الثلاثاء، حيث كان في استقباله لدى وصوله مطار بنينا الدولي، القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وعقد المشير خليفة حفتر والرئيس الكونغولي ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس الحكومة الليبية المكلفة أسامة حماد، اجتماع موسع لمناقشة سبل تعزيز جهود المصالحة الوطنية في ليبيا، وأهمية دفع هذا المشروع قدمًا لتحقيق الاستقرار والتوافق بين جميع الأطراف الليبية.
وقدم المشير خليفة حفتر خلال الاجتماع مبادرة جديدة تهدف إلى ضمان نجاح المصالحة الوطنية الشاملة، مشدداً على ضرورة توافق الجميع من أجل بناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد.
من جانبه، أشاد رئيس الكونغو بالمبادرة التي طرحها القائد العام، مؤكداً أنها تمثل خطوة هامة نحو تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وأنها تعتبر من الأسس الرئيسية التي يمكن البناء عليها لتوحيد الليبيين وتحقيق الاستقرار في البلاد.
ويهدف مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا إلى إنهاء الخلافات والعداوات المتراكمة التي تكونت بعد أحداث فبراير عام 2011 وسقوط نظام القذافي.
وخلال العامين الماضيين، احتضنت أكثر من مدينة ليبية اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة، التي رعاها المجلس الرئاسي، وظلت المساعي تبذل على أمل عقد مؤتمر وطني جامع للمصالحة، بمدينة سرت في 28 أبريل الماضي، لكنها تعثرت بعد تصاعد الأزمات وانسحاب عدد من الأطراف.
ويرى مراقبون أن المصالحة الوطنية في ليبيا تتطلب إقامة الدولة أولاً وتوحيد مؤسساتها بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وحل الميليشيات واحتكار السلاح في أيد الدولة، ومن دون ذلك تظل أي اتفاقيات حول المصالحة الوطنية مجرد حبر على ورق، وتكون معرضة للانهيار في أي لحظة.
- هل يتمكن الاتحاد الأفريقي من حلحلة ملف المصالحة الوطنية في ليبيا؟
- مباحثات ليبية جزائرية لتعزيز التعاون في النقل البحري
- “خوري” تناقش مع “الحداد” التطورات السياسية بليبيا وتأثيرها على الوضع الأمني
- الوكالة الأمريكية للتنمية توقع اتفاقية شراكة جديدة مع وزارة التخطيط الليبية
- خوري: المرأة الليبية جزءاً لا يتجزأ من أي عملية سياسية تيسرها الأمم المتحدة