يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق الـ10 من ديسمبر من كل عام، وحددت الأمم المتحدة موضوع الاحتفال هذا العام تحت شعار “حقوقنا، مستقبلنا، الآن” والذي يركز على حقوق الإنسان باعتبارها مساراً إلى الحلول وقوة وقائية وتحويلية تؤدّي دوراً حاسماً من أجل الخير.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم بمناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948 والذي يعد وثيقة تاريخية هامة في تاريخ حقوق الإنسان صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، ووصف بأنه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم وهو يحدد حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالمياً.
القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني خوري، قالت في بيان نشرته البعثة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إن “حقوق الإنسان يجب أن تظل محورية في العملية السياسية والانتقال الديمقراطي في ليبيا”.
وأشارت إلى أنه ومع استمرار بعثة الأمم المتحدة للدعمِ في ليبيا في المشاورات لإحياء العملية السياسية، لا يزال توسيع الحيز المدني وحرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع من ضروريات العملية السياسية، بما في ذلك إجراء انتخابات ذات مصداقيةٍ.
ودعت خوري إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفياً وإجراء تحقيقات شفافة ومستقلة في مثل هذه الحالات”.
من جهة أخرى أعرب الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، عن تقديرهم للتقدم الذي أحرزته ليبيا في مجال حقوق الإنسان، مؤكدين التزامهم بدعم الجهود الليبية المستمرة في هذا الشأن، ومشددين على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز الحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين.
كما قالت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية في بيان إن شعار الأمم المتحدة هذا العام يبرز أهمية حقوق الإنسان كركيزة أساسية للسلام الاجتماعي وأداة حاسمة لمواجهة التحديات العالمية، مؤكدة التزام الحكومة الليبية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وضمان تمتع جميع المواطنين بحقوقهم الأساسية دون أي تمييز.
وأشادت وزارة الخارجية بالجهود الدولية المبذولة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، مشيرة إلى أن التعاون الدولي هو السبيل الأمثل لمواجهة الأزمات العالمية وتحقيق رفاهية الإنسان في مختلف المجتمعات.
وأوضحت الخارجية في بيانها، أنها تواصل تعزيز التزاماتها في مجال حقوق الإنسان من خلال مواءمة سياساتها مع المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، كما تعمل على تطوير مؤسساتها الوطنية لضمان حصول جميع الأفراد على حقوقهم الأساسية، بما يشمل الحق في الحياة والتعليم والرعاية الصحية والمشاركة السياسية.
ويعد ملف حقوق الإنسان في ليبيا من الملفات الشائكة نظراً لحالة الفوضى التي عاشتها البلاد عقب سقوط نظام القذافي عام 2011 وانتشار الميليشيات التي لاتزال تسيطر على مدن غرب ليبيا حتى الآن.
وعلى مدار الـ13 عاماً الماضية ارتكبت آلاف الجرائم وأفلت مرتكبيها من العقاب بسبب الفوضى وغياب الدولة وسيطرة الميليشيات فضلاً عن حالة الانقسام المؤسسي بين الحكومتين المتنافسين بشرق وغرب ليبيا.
المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا قالت في بيان إن هذه الذكرى تأتي في ظل أوضاع وتحولات خطيرة لحالة حقوق الإنسان بليبيا، حيث لازال الشعب الليبي يعاني من انتهاكات جسيمة لحقوقه الأساسية ومن جرائم التمييز والقتل والاختطاف والتعذيب والتشريد والتهجير القسري الجماعي للمدنيين بداخل وخارج ليبيا.
وأشارت إلى بروز أصناف جديدة من الأفكار والممارسات والجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والحريات العامة التي ترتكبها الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، والتي تتخذ الوحشية منهجاً وفكراً، وأصبحت تمثل خطراً كبيراً على القيم الإنسانية المشتركة وغدت تهدد النسيج الاجتماعي وترتكب أبشع وأفظع الجرائم والانتهاكات الصادمة بحق المدنيين في ليبيا.
وحثت المؤسسة بهذه المناسبة جميع السلطات الليبية على ضرورة الالتزام باحترام حقوق الإنسان في كل لحظة ويوم وفي كل زمان وفي كل مكان من ليبيا مهما كانت الظروف، فحقوق الإنسان لا تقتصر على اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مشيرة إلى الحاجة لتطوير مفاهيمها وقيمها وأن تكون منهجاً وأسلوب حياة.
- وزير خارجية الجزائر: حل الأزمة الليبية يجب أن يمضي من خلال عملية انتخابية
- ليبيا.. الأمن يداهم مكان لتجمع المهاجرين غير شرعيين في زوارة
- ليبيا.. وصول 20 ألف مصل عقارب إلى مخازن الإمداد الطبي في طرابلس
- الطقس في ليبيا.. أمطار غزيرة على المناطق من طبرق حتى امساعد
- المجلس الرئاسي الليبي: جلسة “النواب” الخاصة بمشروع قانون المصالحة خالفت تطلعاتنا