سيول ترهونة وغريان: أزمة متكررة تكشف ضعف الاستجابة الحكومية

0
214

تشهد ليبيا أزمة جديدة مع السيول التي اجتاحت مدن المنطقة الغربية، أبرزها ترهونة وغريان، مخلفةً خسائر بشرية ومادية جسيمة. السيول جرفت مركبات، منها سيارة تقل شابين لقيا مصرعهما في وادي اللفاعية، بالإضافة إلى رجال من عناصر الإسعاف والطوارئ أثناء توجههم لدعم جهود الإنقاذ. 

وعلى مدار يومي الخميس والجمعة، تعرضت الطرق الرئيسية للانقطاع، وغمرت المياه الأحياء السكنية والمؤسسات الصحية، ما أدى إلى تعطل حركة المرور وتسرب المياه إلى المنازل والمحلات التجارية.  

وتثير الأوضاع الحالية مخاوف المواطنين، خاصة مع مشاهد مشابهة لما حدث في فيضانات درنة العام الماضي، حينها، تسبب انهيار سدين بسبب أمطار غزيرة في مقتل الآلاف، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي مرت بها البلاد. 

ورغم مرور أكثر من عام على تلك المأساة، يبدو أن الأجهزة الحكومية لم تستخلص الدروس اللازمة للتعامل مع أزمات مشابهة. 

وفي ترهونة اليوم، يبرز ضعف التخطيط الحكومي في مواجهة السيول، حيث أدت انسدادات المجاري الطبيعية والبناء العشوائي إلى تفاقم الوضع، ما كشف عن غياب منظومة طوارئ فعالة.  

حكومة الوحدة، ممثلة في وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، أكدت أن الأوضاع تحت السيطرة مع قرب انتهاء المنخفض الجوي، لكن هذه التصريحات تتناقض مع الواقع الذي يظهر حجم الأضرار وضعف الاستجابة. 

وعملت فرق الطوارئ على إخلاء العائلات ومواجهة الأزمة، لكن الجهود تبدو غير كافية أمام حجم الكارثة، ما يعكس نقص التنسيق وضعف البنية التحتية اللازمة لاحتواء الكوارث.  

ويعيد المشهد الحالي في ليبيا طرح السؤال عن قدرة الدولة على إدارة الأزمات الطبيعية، كما يكشف القصور في تطوير أنظمة إنذار مبكر وتنفيذ خطط استباقية لحماية المواطنين وممتلكاتهم، حيث استمرار البناء العشوائي في مجاري الأودية وتجاهل صيانة البنية التحتية يشيران إلى غياب الرؤية طويلة الأمد في التعامل مع التغيرات المناخية.  

ومساء أمس قال رئيس هيئة السلامة الوطنية، عثمان المليقطة، إن ترهونة لا تملك إلا جرافة واحدة، مما يعيق أعمال انتشال الجثامين، والتعامل مع تداعيات السيول التي ضربت المدينة.

وأضاف المليقطة، خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت لمتابعة تداعيات السيول التي ضربت بعض مناطق الغرب الليبي، أن مستشفى ترهونة متهالك للغاية، إذ جرى تأسيسه في أرض تعد ملتقى واديين بنهاية سبعينات القرن الماضي، مضيفا أن غالبية الجهات الحكومية المعنية بالتعامل مع السيول في المدينة تتفقد لسيارات الدفع الرباعي.

وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، مساء السبت، إطلاق جهاز تطوير وتنمية ترهونة، بميزانية قدرها 100 مليون دينار وذلك للنهوض بالمدينة والمناطق المجاورة، موجها بتقديم الدعم الفوري للأسر المتضررة من السيول.