مخلفات الإرهابيين تهدد حياة الليبيين.. الجيش الوطني يستكمل رحلة التطهير

0
1798

أعاد انفجار لغمين أرضيين في متسابقِين بـ”رالي للسيارات” في مدينة ودان ببلدية الجفرة الليبية، أزمة مخلّفات الحرب إلى واجهة الأحداث في ظل جهود فعالة للجيش الوطني الليبي في مكافحة الألغام التي خلفتها التنظيمات الإرهابية، وهي مشكلة تفاقمت بفعل الانقسامات السياسية والأمنية وفترات انتشار الميليشيات والجماعات المتطرفة.

وظهر خطر الألغام بوضوح مؤخراً بعد انفجار لغمين أرضيين في متسابقين بفعالية “رال للسيارات” في ودان الذي انتهت نسخته العاشرة السبت، وأشرفت عليه الحكومة المكلفة من مجلس النواب، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.

وقال ديوان رئاسة الوزراء الليبية في المنطقة الجنوبية، إنه من مخلّفات الحرب ضد تنظيم داعش بالجفرة، مرجعاً وقوع الحادث إلى ازدحام المتسابقِين عند البوابة الرئيسية لـ(رالي ودان)، مما أدّى إلى انحراف أحدهم نحو طريق صحراوية أخرى تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الميدان.

ويقوم الجيش الوطني الليبي، بقيادة رئاسة أركان القوات البرية، بجهود مكثفة لتطهير المناطق المتأثرة بالألغام، خاصة في المناطق الصحراوية، وتتضمن تحريك وحدات هندسة عسكرية وكاسحات ألغام لتمشيط المنطقة وحماية المشاركين في أثناء فعاليات الرالي، ومواصلة الجهود في هذا الملف.

وأوضحت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، فاطمة زريق، أن هناك ما يقارب 444 مليون متر مربع من الأراضي الليبية تحتاج إلى تطهير من الألغام ومخلفات الحرب، مؤكدة أن جهود إزالة الألغام قد تستغرق نحو 15 عامًا إذا تم العمل بانتظام دون توقف، ويعزى ذلك إلى حجم التلوث الكبير وخطورته.

وقد تسبب انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة في ليبيا بوقوع أكثر من 400 ضحية بين قتيل وجريح، من بينهم عدد من الأطفال.

وقد سجلت تقارير الأمم المتحدة أن نحو 36% فقط من المناطق المتضررة بالألغام تم تنظيفها حتى الآن، بينما لا تزال مساحات شاسعة ملوثة تشكل تهديدًا حقيقيًا على السكان والمناطق المجاورة.

وفي سياق متصل، تعمل الأمم المتحدة والمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام على نشر الوعي بين المواطنين من خلال برامج متخصصة، للتقليل من الحوادث المرتبطة بالألغام وتدريب السكان على تجنب المناطق الخطرة، بالإضافة إلى التعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتعزيز الجهود في مكافحة الألغام وتطوير برامج الإحاطة بالضحايا.

وتؤكد هذه الجهود أهمية العمل المتواصل والمشترك بين الجهات الوطنية والدولية للتصدي لتهديد الألغام المستمر، إذ يمثل ذلك جزءًا أساسيًا من مساعي استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.

ووفقاً للأمم المتحدة، نجحت ليبيا في تنظيف حوالي 36 بالمئة من الأراضي الخطرة التي تمّ تحديدها، إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لا تزال “ملوثة”.

وأصيب أو قُتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بذخائر غير منفجرة، منذ انتهاء الحرب، وسجّلت 35 من تلك الحوادث العام الماضي فقط، وكان من بين ضحاياها 26 طفلاً.