الجراد الإفريقي يغزو ليبيا.. هل يهدد الأمن الغذائي؟

0
82
الجراد الأفريقي

اجتاح الجراد الصحراوي عدة مناطق في ليبيا، في أسوأ اجتياح تشهده البلاد منذ سنوات، ما أسفر عن تدمير المحاصيل الزراعية وإلحاق أضرار كبيرة بالغطاء النباتي.

وتتزايد المخاوف من عجز السلطات الزراعية في ليبيا عن القضاء على هذه الآفة بسبب نقص الإمكانيات.

وفي ظل رحلة الجراد الموسمية، تعرضت بلدات ليبية عدة جنوب البلاد لهجوم الأسراب، لا سيما في سبها وتراغن وتازربو وبراك الشاطئ، إلى جانب مدينتي ترهونة وبني وليد.

وأطلق المزارعون في تلك المناطق نداءات استغاثة لإنقاذ محاصيلهم ومصادر رزقهم مع استمرار تزايد أعداد الجراد وانتشارها على مساحات أوسع، حيث شاركوا مقاطع فيديو رصدوا فيها أعداداً هائلة من الجراد وهي تغطي مساحات شاسعة من النخيل وتتغذى من النباتات الخضراء.

رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، صلاح امبارك، قال في بيان له، إن نحو مليوني شجرة نخيل تضررت من هذه الآفة، مشيراً إلى تفاقم الوضع وازدياد المساحات المصابة في ظل نقص الإمكانات المخصصة لمكافحة هذا الوباء، مثل آلات الرش والسيارات والمبيدات اللازمة، وناشد الحكومتين في الشرق والغرب سرعة التدخل لمواجهة الخطر.

ورغم أن الحل الأمثل لوقف زحف الجراد نحو الأراضي الزراعية يكمن في رش المبيدات باستخدام الطائرات الزراعية المتخصصة، إلا أن غياب هذه الإمكانيات التقنية في ليبيا يجعل مهمة القضاء عليه أكثر تعقيداً ويزيد من احتمالية اتساع رقعة المناطق المتضررة.

وانتقد أحد نشطاء المجتمع المدني في منطقة تراغن بطء الاستجابة الحكومية لمكافحة الجراد الذي استقر في منطقتهم منذ نحو أسبوعين، مضيفاً أن الوضع خرج عن السيطرة وأصبح كارثياً مع ازدياد أعداد الجراد بسرعة.

وطالب نشطاء بضرورة توافر طيران زراعي ورشاً مكثفاً للمبيدات لمكافحة هذه الآفة، وهو لا يتوفر في الوقت الحالي في ظل ضعف الإمكانيات الحالية مقارنة بالمساحات المتضررة الشاسعة، مما يستوجب تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة لإنقاذ محاصيل النخيل ووقف انتشار الجراد قبل أن يمتد إلى مدن أخرى في البلاد.

ويُعد الجراد الصحراوي أحد أخطر التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي في العديد من الدول، بما في ذلك ليبيا، حيث يتغذى على المحاصيل الزراعية، متسبباً في أضرار واسعة تؤثر على الإنتاج الزراعي وتهدد سبل العيش الزراعية للمزارعين.

وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوى في ليبيا، عن تضرر عدة مزارع في مدن سبها وترهونة وبني وليد وتازربو وسمنو وتراغن جراء اجتياحها من قبل الجراد الأفريقي.

وقالت مديرة مكتب الإعلام باللجنة، إيمان السويح، إن هناك نقصاً حاداً في الموارد الأساسية لمكافحة الجراد، بما في ذلك المبيدات وآلات الرش والسيارات المجهزة، مما يعقّد جهود التصدي لهذه الآفة، مشيرة إلى أن اللجنة خاطبت الجهات المختصة لتوفير الإمكانات المطلوبة، لكنها لم تتلقَ استجابة حتى الآن، محذرةً من تفاقم الأضرار في حال استمرار نقص الموارد.

وبيّنت أن الجراد يهاجم المحاصيل الحقلية وأشجار النخيل في مناطق عدة، مما يشكّل تهديداً للأمن الغذائي المحلي، مطالبة بتدخل عاجل من جانب الحكومة، مشددةً على ضرورة توفير حماية صحية للعاملين في مكافحة الجراد، لا سيما مع استخدامهم للمبيدات الكيميائية، حيث وصلت الحشرات إلى مرحلة متقدمة من النمو، تزيد فيها قدرتها على التزاوج ووضع البيض، مما يزيد من خطورة الوضع البيئي والزراعي.