مدينة سكنية واستكمال النهر الصناعي.. مدن شرق ليبيا تجني ثمار الاستقرار

0
234

تعيش مدن شرق ليبيا في أمن واستقرار بفضل جهود الجيش الوطني الليبي الذي استطاع القضاء على الجماعات المتطرفة وإعادة البلاد إلى سابق عهدها، لتبدأ عمليات البناء والتعمير والازدهار.

وتجني مدن شرق ليبيا الآن ثمار الاستقرار حيث يعلن كل يوم تقريباً عن مشروع جديد أو إعادة إعمار منطقة كانت مدمرة وتتحقق الانجازات واحدة تلو الأخرى.

ومؤخراً أقيم بمقر إدارة جهاز النهر الصناعي بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي، حفل تدشين مشروع الخط الجديد “الخامس” لمنظومة النهر الصناعي الممتد من الكفرة إلى مناطق الجبل الأخضر والبطنان، بحضور القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وعدد من المسؤولين وأعضاء مجلس النواب.

وأثناء الاحتفالية أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي عن انطلاق مشروع إنشاء مدينة متكاملة بمدينة بنغازي، تضم 2000 وحدة سكنية مجهزة بكافة المرافق الخدمية، لتخصيصها لمهندسي ومستخدمي جهاز النهر الصناعي.

وجاءت هذه الخطوات في إطار الاهتمام المباشر من القيادة العامة بضرورة حل إشكاليات مياه الشرب بمناطق الجبل الأخضر، وتوفير البيئة المناسبة والاحتياجات الضرورية، وعلى رأسها المسكن المناسب للقائمين على تسيير وإدارة مشروع النهر الصناعي، ليتمكنوا من أداء مهامهم على أكمل وجه.

ومشروع “النهر الخامس” الذي يمتد من جنوب الكفرة حتى منطقة المخيلي، سيمد شرق ليبيا بالكامل بالمياه امتداداً من الجغبوب وامساعد حتى الرجمة، ومن خلال هذه المنظومة نقل حوالي 2.7 مليون متر مكعب من المياه، بحفر حوالي 320 بئراً في جنوب الكفرة، و100 بئر في شرق السرير.

وتمتلك هذه المنظومة خزاناً كبيراً بالمخيلي بسعة 24 مليون متر مكعب، ومنظومة ضخ باستخدام 3 أنواع من الأنابيب باختلاف الجهد، وسيتم إنشاء خطوط جديدة لتصنيع أنابيب الألياف الزجاجية، وأخرى لصناعة الأنابيب الحديدية الصلبة، في مدة إنجاز تصل لـ 5 أو 6 سنوات.

وكان المشير خليفة حفتر، تعهد خلال كلمته أمام المؤتمر الأول لإعمار الجنوب الذي أقيم في سبتمبر الماضي بمدينة سبها بالعمل على تحقيق التنمية والاستقرار في ليبيا مع التركيز على تنمية مناطق جنوب البلاد كأولوية خلال الفترات القادمة.

وقال المشير خليفة حفتر، إن المؤتمر يعد بداية لتنفيذ مشاريع استراتيجية أخرى أكبر وأضخم ستشهدها مدن الجنوب، مشيراً إلى أن إعادة إعمار سبها والجنوب أصبح واجباً وطنياً من أجل حياة أفضل للأجيال الحالية والقادمة.

وأضاف القائد العام أن الجنوب الليبي عانى من التهميش والإهمال والتقصير لفترات طويلة، لافتاً إلى أنه “يستحق منا الكثير لأنه قدم الكثير من أجل وحدة ليبيا وكرامتها”.

وأشار إلى أن مدن الجنوب ستكون قبلة يتوجه إليها من يبحثون عن أماكن تصنع مستقبلها ومناطق جاذبة للاستثمار المحلي والعالمي، مؤكداً أن الجنوب الليبي هو فعلًا واحة للسلام والاستقرار والنماء.

كما أكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة أسامة حماد، خلال المؤتمر، أن حكومته بدأت في تنفيذ الخطط التنموية في مدن وقرى جنوب ليبيا عبر أدواتها التنفيذية، مشيرا إلى انطلاق المشاريع الاستراتيجية في كل مجالات البنية التحتية ومواصلة العمل للوصول إلى أعلى معدلات الجودة والإتقان في العمل والتنفيذ لتحقيق التنمية في المناطق الجنوبية.

وأشاد حماد بدور صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا البارز في تغيير الواقع الأليم من التهميش إلى الإعمار والتنمية، مثلما كان الأمر في مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات، وجهود القائمين على الصندوق لتنفيذ الخطط الاستراتيجية والتنموية في مختلف المجالات، مترحما على الذين قدموا أرواحهم من أجل استكمال مسيرة التنمية.