4 أعوام على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.. ما الذي تحقق من بنوده؟

0
87

مرت 4 أعوام كاملة على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي وقعته اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في الـ23 من أكتوبر عام 2020، بعد محادثات جرت برعاية الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.

ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين الفرقاء الليبيين على العديد من البنود، لم يتحقق سوى القليل منها، ولازالت باقي البنود معلقة ولم يتم تنفيذها إلى الآن.

وكان الاتفاق نص على خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا في مدة أقصاها 3 أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار وتجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروج أطقم التدريب إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها.

لكن هذا البند لم ينفذ، حتى بعد تشكيل حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة عقب الاتفاق السياسي في مارس 2021، لم تعمل على تنفيذه وابقت على المرتزقة السوريين في طرابلس، واستمرت في تفعيل الاتفاقيات التي وقعتها حكومة الوفاق السابقة مع الأتراك.

كما نص الاتفاق على حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبي سواء التي تم ضمها للدولة أو التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها من حيث (قادتها، عدد أفرادها، تسليحها، أماكن تواجدها) وتفكيكها ووضع آلية وشروط إعادة دمج أفرادها وبشكل فردي إلى مؤسسات الدولة.

لكن هذا البند أيضاً لم ينفذ ولازالت مدن غرب ليبيا تقع سيطرة الميليشيات المسلحة والتي زادت قوتها وتغولت بعد ما قدم لها رئيس حكومة الوحدة دعماً مالياً كبيراً مقابل كسب ولائها لدعمه للبقاء في السلطة بالقوة بعد انتهاء ولاية حكومته.

ونص اتفاق وقف إطلاق النار أيضاً على إيقاف التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية المتفشي من قبل مجموعة من قنوات البث المرئي والمسموع والمواقع الإلكترونية.

وهذا البند لم ينفذ، ولازالت هناك قنوات تعمل على بث خطاب الكراهية والتي من أبرزها قناة التناصح، والتي يخرج عبرها مفتى ليبيا المعزول الصادق الغرياني، بين الحين والآخر ليحرض على القتال والعداء بين شرق وغرب البلاد.

ويصف مراقبون اتفاق وقف إطلاق النار بالهش ومن الممكن أن يتم خرقه في أي وقت ويندلع صراع مسلح من جديد، خاصة في مدن غرب ليبيا التي لازالت تقع تحت سيطرة الميليشيات الغير نظامية والتي يمكن أن تغير ولائها بين ليلة وضحاها.