ألقت الحرب السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بظلالها على الأوضاع في ليبيا، وخاصة بمدينة الكفرة، التي تضم أكبر عدد من المدنيين النازحين خوفا من تلك الحرب.
فوفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 65 ألف مواطن سوداني، نزحوا إلى الكفرة، خلال العام المنُقضي، بمعدل يصل ما بين 300 إلى 400 نازح يوميا، وأن عدد هؤلاء النازحين في تزايد مستمر.
مدينة الكفرة التي تعاني في الأساس من نقص في الإمكانيات وضعف في البُنى التحتية، عادل عدد النازحين السودانيين فيها، عدد سكانها الأصليين، وهو ما يمثل عبئا كبيرا وغير محتمل على مرافق تلك المدينة الصحراوية الصغيرة.
وعلى الرغم من الأرقام التي أعلنتها مفوضية اللاجئين، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الأعداد التي تدخل المدن الليبية من النازحين السودانيين، وخاصة مدينة الكفرة، أكبر بكثير من الأعداد المُعلن عنها، وهو ما يشير إلى كارثة محتملة.
النازحون السودانيون، الذي قرروا التوجه إلى المدن الليبية، يقطعون مسافة سفر كبيرة في صحراء قاحلة، وفي ظروف إنسانية شديدة الصعوبة، كما أن أعدادا كبيرة منهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مراكز تسجيل اللاجئين.
مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أكد أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.
وأضاف سليمان في تصريحات صحفية له، أن المؤسسات بالمدينة غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإمكانيات، مشيرا إلى أن اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية.
ووفقا لأرقام مفوضية اللاجئين الصادرة نهاية سبتمبر، وصل أكثر من 100 ألف سوداني إلى ليبيا.
وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من تداعيات الأزمة الإنسانية بالسودان، قائلا : “للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية”.