عودة النفط الليبي تربك أسعار الخام في السوق الأوروبية

0
232
نفط ليبيا
نفط ليبيا

أدى استئناف إنتاج النفط الليبي بعد أزمة مصرف ليبيا المركزي التي تسببت في توقف الصادرات إلى تغيير ديناميكية سوق النفط الأوروبية بشكل ملحوظ. 

واستأنفت ليبيا إنتاجها في الثالث من أكتوبر بعد تعيين ناجي عيسى محافظاً للبنك المركزي، مما ساعد في استقرار الإنتاج عند نحو 1.3 مليون برميل يومياً بحلول 13 أكتوبر، وهو رقم قريب من مستويات الإنتاج قبل الأزمة.

وتزامنت عودة النفط الليبي مع فترة صيانة للمصافي الأوروبية، ما أدى إلى فائض في الإمدادات النفطية، خاصة في مناطق البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا. 

وبحسب تقرير لوكالة رويترز، أجبر هذا الوضع البائعين المنافسين على خفض أسعار خاماتهم لتجنب فقدان حصتهم في السوق، حيث تشير بيانات بورصة لندن للنفط، إلى انخفاض علاوة الخام الأذري الخفيف فوق خام “برنت” القياسي إلى 1.55 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أبريل.

وأكد المحللون أن زيادة إمدادات ليبيا وضعت ضغوطاً إضافية على خامات البحر الأبيض المتوسط الأخرى، مثل مزيج CPC والخام الصحراوي ومزيج السدر الليبي. 

ونقلت رويترز عن المحللة صوفيا بريبلودناجا من وكالة “إف.جي.إي إنرجي” قولها إن الفروق السعرية بين هذه الخامات تراجعت بشكل كبير في الأيام الأولى من أكتوبر، متوقعة مزيداً من الضغوط نتيجة عودة حقل كاشاجان للإنتاج بعد صيانته في نوفمبر.

وتأثر خام غرب أفريقيا الذي يُعد بديلًا للخام الليبي، حيث انخفضت أسعاره أيضاً في ظل التنافس المتزايد. خام “بوني” الخفيف النيجيري عُرض بسعر أقل من المعتاد، مسجلاً أدنى مستوى منذ ديسمبر 2023.

وبدأت أزمة ليبيا النفطية في أغسطس مع صراع حول أزمة مصرف ليبيا المركزي، ما أدى إلى إغلاق حقول وموانئ رئيسية. 

وفي سبتمبر الماضي، تراجعت صادرات النفط الليبي إلى 550 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أربع سنوات. 

وعلى الرغم من استئناف الإنتاج، يواجه النفط الليبي تحديات في العودة إلى حصته السوقية، حيث اتجهت المصافي الأوروبية إلى بدائل أخرى خلال فترة الانقطاع.

وتعتبر إيطاليا المستورد الأكبر للنفط الليبي، حيث استحوذت على ثلث إجمالي الصادرات في 2023، تليها إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليونان. 

وتضيف رويترز، أنه مع عودة النفط الليبي إلى السوق، يجد المشترون الأوروبيون أنفسهم في موقع يسمح لهم بالمطالبة بخصومات كبيرة، في وقت تتنافس فيه الخامات المختلفة على الفوز بالحصص السوقية. 

وتشير رويترز، إلى أن المصافي الأوروبية تواصل الاستفادة من الضغط الهبوطي على أسعار النفط نتيجة لزيادة الإمدادات الليبية، مضيفة أن العديد من هذه المصافي التي أبرمت اتفاقيات طويلة الأجل مع موردين آخرين خلال فترة توقف الإنتاج الليبي تجد نفسها الآن في وضع تفاوضي قوي للحصول على النفط الليبي بأسعار أقل. 

ويعكس هذا الأمر تراجعاً في الطلب على بعض الخامات المنافسة، خاصة في ظل تزامن عودة الإمدادات الليبية مع أعمال صيانة كبرى في أوروبا، مما زاد من وفرة النفط الخام في السوق.

من جانب آخر، تواجه ليبيا تحديات جديدة للحفاظ على مستويات الإنتاج المرتفعة، في ظل استمرار الأوضاع السياسية غير المستقرة، وفي ظل مخاوف من إمكانية وقوع تعطيلات جديدة. 

وتعتمد المصافي الأوروبية على إمدادات مستقرة قد تبقى حذرة في توقيع عقود طويلة الأجل مع ليبيا، ما يضع ضغوطاً إضافية على المؤسسة الوطنية للنفط لتقديم خصومات مغرية وتحقيق استقرار أكبر في الإنتاج للحفاظ على حصتها في السوق الأوروبية.