تساعدها أم تخترق سيادتها.. ما دور الولايات المتحدة في ليبيا؟

0
239

تصريحات متضادة أطلقها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ونائبه الأول فوزي النويري، عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا، ما يثير التساؤل هل تعمل على مساعدتها لحل أزمتها أم تخترق سيادتها؟.

وأكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، الذي يزور الولايات المتحدة منذ أيام بدعوة من وزارة خارجيتها، أن واشنطن قادرة على مساعدة ليبيا لتجاوز الانقسام وأزمتها السياسية.

وقال عقيلة صالح، في مقابلة أجراها مع قناة “الحرة” على هامش زيارته، إن “ليبيا تعول على واشنطن لحل أزمة الانقسام في البلاد”، مشيراً إلى أن هناك تواصل دائم وأن الولايات المتحدة من الدول المؤثرة في المشهد الليبي.

وأوضح رئيس مجلس النواب أن واشنطن تستطيع التأثير لإنهاء الأزمة، لأن “هناك تدخلاً من بعض الدول وهو سبب التأخر في قضية الانتخابات”، متوقعاً أن تنتهي الفوضى والانقسام في البلاد بمجرد تشكيل حكومة موحدة جديدة.

وعلى النقيض، خرج النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، في بيان اليوم الخميس، أتهم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بخرق السيادة الليبية والقوانين الدولية وفرض ترتيبات مالية على الليبيين.

وقال النويري، في بيانه إن تدخل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وإصرارها على فرض ترتيبات مالية على الليبيين أمر مستغرب ومستهجن، ويعد خرقاً للقوانين فضلاً عن كونه إخلالاً بمبدأ عدم التدخل المقر في كافة المواثيق الدولية الذي يعد أساس سيادة أي دولة.

وطالب النويري، في بيانه محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه بإبقاء المصرف بعيداً عن تأثير السفارات، والتركيز على أداء مهامها عوضاً عن عقد اللقاءات مع السفراء، والالتزام بطبيعة مهامهما على رأس المصرف المركزي كونه مؤسسة سيادية وليست سياسية.

وجاء بيان النويري، عقب لقاء القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى ليبيا جيرمي برنت، مع محافظ مصرف ليبيا ناجي عيسى، والذي تم خلالها مناقشة سبل تعزيز التعاون الفني بين المصرف ‎والولايات المتحدة.

وكان النويري، التقى قبل أيام القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا جيرمي برنت، في مقر مجلس النواب بمدينة بنغازي وناقشا آخر مستجدات الأزمة السياسية في ليبيا وسُبل الدفع بها نحو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، والوصول إلى حل للأزمة الليبية بجهود وقيادة ليبية ليبية.

كما تناول اللقاء ضرورة تقديم المساعدة والدعم من قبل البعثة الأممية في الحد من التدخلات الخارجية في الأزمة ليبيا، ودعم الحلول والتوافقات الليبية الليبية منها ما توّجت أخيراً بالتوافق بين مجلسي النواب والدولة بشأن اختيار محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائب للمحافظ.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تهدف من تدخلاتها إلى إدارة الأزمة الليبية بما يتماشى مع مصالحها ويخدم توجهاتها، خاصة بأن هناك تدخلات دولية أخرى في الملف الليبي، وهذا الأمر يتعارض مع المصالح الأمريكية في أفريقيا.