كيف يرى الليبيون الاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان؟

0
212
عقيلة صالح

رفض على المستويين الشعبي والسياسي في ليبيا تجاه ما يحدث في لبنان والأراضي الفلسطينية من اعتداءات يقوم بها الاحتلال الإسرائرب5يلي، وتعاطف ليبي فريد مع الشعوب العربية التي تُقصف على مدار الساعة بمئات القذائف دون رحمة، ليلا ونهارا، ليس ملجأ إلا الله.

ليبيا، أرض الكفاح ضد الاحتلال الأوروبي البغيض، موقفها معلن منذ اليوم الأول بدء موجات التطبيع مع المحتل الإسرائيلي، رَفضُ لا نِقاش فيه، وانحياز لحقوق العرب المسلوبة.

وعلى الرغم من الانقسام الذي تعاني منه ليبيا الآن، ووجود حكومتين في شرق غرب البلاد، ووجود خلافات قد تصل للاشتباكات المسلحة، إلا أن التطبيع بالنسبة للفريقين أمرا مستحيلا، لا يتطلع إليه أحد في ليبيا.

انعكس تعاطف الشعب الليبي وظهر جليا في خطاب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، خلال مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد خلاله أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني يمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية.

المنفي أيضا أكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وسبق هذه التصريحات، إعلان المنفي موقف ليبيا من محاكمة إسرائيل على ماتفعله في الأراضي العربية، حيث انضمت إلى جنوب أفريقيا في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.

وطالب المنفي أيضا بتعزيز المساءلة عن الانتهاكات والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطينيفي قطاع غزة والضفة الغربية، مشددا على ضرورة إبعاد شبح نشوب حرب إقليمية في المنطقة، باعتباره السبيل لمعالجة الوضع في غزة، وإيقاف الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة في فلسطين ولبنان.

سبق تلك التصريحات التي أدلى بها رئيس المجلس الرئاسي معلنا عن الموقف الليبي الرسمي، تأكيد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، على عدم إقامة أي اتصالات أو علاقات مع الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين الإسرائيليين، وتجريم سفر الطائرات والسفن الإسرائيلية عبر ليبيا.

حرص عقيلة صالح أيضا على الظهور في أكثر من محفل وجلسة بمجلس النواب، مرتديا الكوفية الفلسطينية، وخاصة عقب الكشف عن اللقاء السري، الذي جمع بين وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش _ التي تم إقالتها لاحقا _ ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما.

حينها أطلق رئيس مجلس النواب تصريحات تعكس الرفض الليبي القاطع للتطبيع مع إسرائيل، حيث قال: “عاشت فلسطين في الوجدان الليبي اسما عزيزا يثير الحزن، ويشعل الغضب، ويلهب الأحاسيس، فنشأ تقارب كبير بينها وبين ليبيا، أسهم في إبراز خصوصية ما بينهما من روابط، ومنشأ هذا التقارب في العروبة والإسلام هو تعرض البلدين إلى احتلال استيطاني هدف إلى طمس الهوية.

تلك المواقف الرسمية، عكست جانبا من الرفض الليبي للتطبيع، ورفضه ما يحدث من انتهاكات لحقوق الشعوب العربية في لبنان وفلسطين، إلا أن الموقف الشعبي كان أكثر رفضا لأي محاولة من محاولات التطبيع، حيث انطلقت المظاهرات في كافة أنحاء ليبيا، عقب بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، للتنديد بالعدوان وإعلان التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني.