مافيا تهريب الذهب تنشط في ليبيا.. فمتى يتوقف نزيف احتياطي المعدن الثمين؟

0
293

على مدار سنوات، فقدت ليبيا أطنان من الذهب في ظل الفوضى الأمنية المسيطرة على المشهد في مدن المنطقة الغربية، والتي تحولت معابرها ومنافذها الجوية إلى بوابة التهريب الكبرى بسبب سيطرة المليشيات المسلحة عليها. 

وجاء على رأس المنافذ مطار مصراتة الدولي، والذي شهد على مدار سنوات عمليات تهريب كبرى، تحركت تجاها الأجهزة الرقابية في مايو الماضي بإحالة مسؤولين إلى التحقيق في تهريب أطنان من الذهب. 

وحتى أمس السبت، حاول أحد الليبيين تهريب 100 كيلوغرام من الذهب و1.5 مليون يورو من مطار مصراتة، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط هذه المحاولة، أثناء تفتيشهم لحقائب المسافرين المتجهين إلى تركيا على متن شركة سما المتوسط. 

وبحسب بيان جهاز الأمن الداخلي، تم ضبط 100 كغم و800 غرام من الذهب، إضافة إلى 1.5 مليون يورو، موزعة على أربع حقائب: ثلاثة تحتوي على الذهب والرابعة على المال.

وأكد البيان توقيف الأشخاص المسؤولين عن هذه الحقائب، وإبلاغ النيابة العامة التي منحت الإذن لمأموري الضبط القضائي بالتحقيق في الواقعة.

وفي أغسطس الماضي، أعلنت مصلحة الجمارك عن إحباط محاولة تهريب 20 كغم من الذهب و100 ألف يورو.

ومن بين أكبر هذه العمليات، كانت محاولة تهريب 26 طناً من الذهب في ديسمبر 2023 من مطار مصراتة، والتي قدرت قيمتها بنحو 1.8 مليار دولار. 

وأدت هذه الحادثة – آنذاك- إلى وقف حركة الطيران بالمطار بسبب صراعات بين الأجهزة الأمنية بعد انسحاب جهاز “الأمن الداخلي” نتيجة لمحاولة المليشيات تهريب الذهب بالقوة.

وقرر النائب العام حبس مدير عام مصلحة الجمارك ومدير مكتب التصدير المؤقت للذهب في المطار وعدد من المسؤولين الآخرين في مايو 2024، مما كشف عن حجم الفساد داخل بعض الأجهزة الرسمية في غرب البلاد.

وفي مارس 2024، بلغ احتياطي ليبيا من الذهب 116.6 طن، مما يظهر ضخامة الكمية المخطط لتهريبها (26 طناً)، أي ما يزيد عن خُمس الاحتياطي. 

واستغلت الفوضى الأمنية في الغرب والجنوب العصابات الأجنبية للتنقيب عن الذهب، حيث تم ضبط عصابة تضم أشخاصاً من الصين وتشاد والنيجر في ديسمبر 2023 أثناء تنقيبهم في جنوب ليبيا.