أثار مقتل عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ”البيدجا”، توترات شديدة بين الميليشيات في غرب ليبيا، وفي مدينة الزاوية تحديداً، بعد ما كشفت التحقيقات أن جميع المشتبه بهم في قتله، عناصر تابعة لجهاز مكافحة التهديدات الأمنية الذي يقوده محمد بحرون الملقب بلقب بـ”الفأر”.
وقتل “البيدجا” الملاحق دولياً في جرائم تتعلق بالتهريب والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، في كمين أعده له مسلحون يوم السبت الماضي، بالقرب من الأكاديمية البحرية التي كان يقودها بمنطقة جنزور غرب العاصمة طرابلس.
واقيمت لـ”البيدجا” يوم الاثنين الماضي جنازة عسكرية بمقر الأكاديمية البحرية في جنزور، شارك فيها رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، والنائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي.
وعقب مقتل “البيدجا” كلف رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد دبيبة، وزارة الداخلية والأجهزة المختصة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، كما طالب رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، النائب العام والجهات المختصة بالكشف عن المتورطين في مقتله.
وبالفعل تحركت السلطات سريعاً، وأعلن النائب العام أمس الأول الثلاثاء، التعرف عن طريق التقنيات الحديثة على مشتبهين اثنين في مقتل “البيدجا” ووجه وزارة الداخلية بضبطهما.
كما أعلن النائب العام الليبي أمس الأربعاء، عن استماع سلطة التحقيق لأقوال مشتبه به في واقعة قتل “البيدجا” سلم نفسه طوعاً، وإصدارها أمراً بضبط 3 مشتبهين آخرين بعد ثبوت ضلوعهم في الجريمة ووجهت مكونات وزارة الداخلية بإنفاذ هذا التدبير.
وكشف خطاب مسرب للنائب العام الليبي الصديق الصور، موجه لوزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، عن تورط محمد بحرون “الفار” في قتل “البيدجا” حيث طالبه في الخطاب بضبطه.
وعلى خلفية مقتل البيدجا خرجت تحشيدات عسكرية في مدينة الزاوية، كما أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو العاصمة طرابلس، إلا أن تسليم المشتبه بهم لسلطات التحقيق حال دون وقوع اشتباكات.
وكان “البيدجا” يعد أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل، وإحدى الشخصيات الليبية الصادرة بحقها قرارات اعتقال دولية، “ضمن أخطر تجار البشر في ليبيا”، وورد اسمه في التقرير الصادر عن مجلس الأمن في يونيو 2018، بوصفه “زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا”.
وفي أكتوبر 2020 اعتقلته حكومة الوفاق السابقة بتهمة “الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود”، في خطوة أثارت آنذاك توترات أمنية في طرابلس.
وفي شهر مارس 2021 وبعد أقل من شهر على تسلم مهامها، أطلقت حكومة الوحدة سراح “البيدجا”، وقامت بترقيته إلى رتبة رائد بجهاز خفر السواحل، في خطوة أثارت الجدل وأزعجت الدول الغربية وقتذاك.
أما محمد بحرون “الفأر” فيعد ضمن المطلوبين جنائياً من قبل النيابة العامة الليبية، لتورطه في التعاون مع تنظيم داعش بمدينة صبراتة قبل سقوطه.
وللفار سجل إجرامي كبير في تهريب الوقود والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، كما شارك في عملية فجر ليبيا الإجرامية وفي القتال ضد الجيش الوطني الليبي.
- ليبيا.. أكثر من مليون و84 ألف شخص يسجلون بقرعة الحج
- حادث غوط الشعال.. مسلسل الفوضى في طرابلس عرض مستمر
- جنايات بنغازي تقضي بحبس تشكيل عصابي حاول الاستيلاء على 25 مليون دينار
- الوطنية لحقوق الإنسان تدين مقتل امرأة حامل وإصابة زوجها على يد مسلحين بطرابلس
- شركة “هونداي” الكورية تباشر أعمالها بمشروع محطة غرب طرابلس البخارية