هل يحرك إغلاق النفط المجتمع الدولي لحل أزمة ليبيا؟

0
177
النفط الليبي
النفط الليبي

شهدت الساحة السياسية الليبية توترات في الفترة الأخيرة بعد قرار المجلس الرئاسي تغيير مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي والذي لاقى رفضاً من مجلسي النواب والدولة وتم بسببه وقف إنتاج وتصدير النفط.

التوترات في ليبيا ألقت بظلالها على أوضاع النفط عالمياً الذي تأثر وسط مخاوف من نقص الامتدادات القادمة من الشرق الأوسط وارتفعت أسعاره نسبة 3٪ عقب إعلان إغلاق النفط، خاصة بعد انخفاض إنتاج ليبيا من النفط الذي كان مستقر عند 1.27 مليون برميل يومياً، إلى 591 ألف برميل يومياً.

وتحرك المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة وأصدر مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بياناً دعا خلاله القادة والمؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية الليبية إلى تهدئة التوترات والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها أو أي تدابير اقتصادية تهدف إلى ممارسة الضغط.

كما طالب أعضاء مجلس الأمن، خلال البيان، بضرورة التوصل إلى حل توافقي للأزمة المتعلقة بالمصرف المركزي، وحث الجهات الفاعلة والمؤسسات الليبية إلى الامتناع بشكل عاجل عن أي إجراءات أحادية الجانب، وحذر من أن من شأن هذه الإجراءات زيادة التوترات وتقويض الثقة وتعزيز الانقسامات المؤسسية والخلافات بين الليبيين.

كما حث مجلس الأمن، الأطراف الليبية على تجنب أي أعمال عسكرية قد تعرض استقرار ليبيا الهش وأمن المدنيين للخطر وكذلك اتفاق وقف إطلاق النار للعام 2020، مشددين على أهمية تحقيق المساءلة.

وطالب مجلس الأمن جميع الأطراف الليبية بالمشاركة الكاملة وبحسن نية ودون شروط مسبقة، وتقديم التنازلات اللازمة لإحراز تقدم في العملية السياسية التي يقودها الليبيون، والتي تيسّرها الأمم المتحدة.

ومن جهة أخرى أعلنت البعثة الأممية في ليبيا الاثنين الماضي، عزمها عقد اجتماع طارئ تحضره الأطراف المعنية بأزمة مصرف ليبيا المركزي للتوصل إلى توافق انطلاقاً من ولايتها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2702 لسنة 2023 وخاصة فيما يتعلق بمنع النزاعات.

ودعت البعثة الأممية إلى تعليق العمل بكل القرارات الأحادية المتعلقة بمصرف ليبيا المركزي، والرفع الفوري للقوة القاهرة عن حقول النفط والكف عن إقحام مصدر الدخل الرئيسي للبلاد في الصراعات السياسية.

كما دعت البعثة الأممية إلى وقف التصعيد والإحجام عن استعمال القوة لتحقيق مآرب سياسية أو منافع فئوية وضمان سلامة موظفي المصرف المركزي وحمايتهم من التهديد والاعتقال التعسفي.

كما دخلت الولايات المتحدة على خط المحاولات لاحتواء الأزمة في ليبيا عبر قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” مايكل لانغلي، الذي يزور البلاد حالياً وأجرى سلسة لقاءات شملت القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.

وأكد قائد “أفريكوم” خلال لقاءاته على دعوة الولايات المتحدة جميع الأطراف الليبية إلى تهدئة التوترات الحالية وحماية مصداقية المؤسسات التي تعد حيوية لاستقرار ليبيا وازدهارها، والمشاركة بشكل بناء في حوار بدعم من ‎البعثة الأممية في ليبيا والمجتمع الدولي.

ويرى مراقبون أن إغلاق إنتاج وتصدير النفط سيكون له تداعيات كبيرة سواء على مستوى الاقتصاد الليبي، وعلى مستوى العالم من حيث إمدادات النفط وأسعاره عالمياً وهو ما قد يشكل عنصر ضغط يدفع المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة وإعادة فتح النفط من جديد.