بحث أكاديمي يكشف أوجه الدعم القطري والتركي للتنظيمات الإرهابية في ليبيا

0
238
المحاضرة في أكاديمية الدفاع اليونانية آية بورويلة
المحاضرة في أكاديمية الدفاع اليونانية آية بورويلة

كشف بحث قدمته المحاضرة في أكاديمية الدفاع اليونانية آية بورويلة، عن أوجه الدعم الذي تقدمه قطر للإرهابيين، وتوكيلها أنظمة أخرى مثل تركيا لتحقيق طموحاتها وتدعيمها بالمال لتسليح الميليشيات. ‎

وذكر البحث أن قطر وفرت 20 ألف طن سلاح لدعم المرتزقة والمقاتلين في ليبيا، كما دفعت نحو 700 مليون دولار للإيرانيين وميليشياتهم عام 2018 في العراق، كما دفعت من 200 إلى 300 مليون دولار للجماعات الإسلامية داخل سوريا.

وقالت بورويلة، في مقابلة على قناة “الغد”، إن البحث الذي قدمته يتحدث عن محور يجمع قطر وتركيا وإيران، يستخدم الإرهابيين والميليشيات التي تدّعي الإسلام؛ لتعزيز أهدافها العسكرية والسياسية في الخارج.

وذكرت أن: “قطر دولة صغيرة جداً وغنية جداً لكن ليس لديها جيش، وبالتالي توكل تحقيق طموحاتها إلى أنظمة آخرى، مثل تركيا التي ليس لديها مال ولكن لديها جيش وشبكة ميليشيات”.

وتابعت “تعمل تركيا في ليبيا مع كل من الميليشيات الليبية والسورية التي تضم أعضاء من تنظيم داعش وجبهة النصرة، وتوكل لهم الأعمال التي تريدها قطر، بحيث يتثنى لها إمكانية إنكار المسؤولية عن تلك الأعمال بمنتهى السهولة”.

وقالت إن الأسلحة نقلت إلى الميليشيات الإرهابية في ليبيا مع سبق الإصرار والترصد، مثل: ميليشيات مصراتة التي كانت ترسل أسلحة لجماعة أنصار الشريعة في بنغازي، وهي المنظمة الإرهابية نفسها التي هاجمت القنصلية الأمريكية وروعت آلاف المدنيين”.

وتحدثت عن الإدارة الأمريكية وكيفية مساهمتها في زعزعة الاستقرار في ليبيا، وقالت إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أشارت إلى أن المتطرفين الإسلاميين شركاء شرعيين، وهو ما كان له بالغ الأمر في الحيلولة دون إرساء الأمن والديمقراطية في العالم العربي، ولا سيما في ليبيا.

وتابعت: في عام 2014 عندما خسرت الأحزاب الإسلامية في الانتخابات في ليبيا، غزت طرابلس وطردت البرلمان المنتخب وبدلاً من أن تدعم الولايات المتحدة البرلمان المنتخب اختارت تهميشه وتقويضه ما تسبب في الانقسام الذي نراه الآن في ليبيا.

وعن تغاضي الغرب عن اتخاذ موقف ضد تركيا رغم العلم بتزويدها بالأسلحة للميليشيات في ليبيا، قالت: “إن هذا له علاقة بحقيقة أن تركيا كانت عضواً في حلف الناتو، إلى جانب قيام قطر باستثمارات ضخمة في المشهد التجاري والسياسي في الدول الغربية، كما تتمتع بإمبراطورية إعلامية قوية وناجحة جداً، تضلل الجماهير بشأن ما يحدث حقاً في ليبيا”.

أما عن علاقة تحالف تركيا مع إيران رغم اختلاف مرجعتيهم الدينية، أوضحت: “إنهم يتشاركان في النهج ذاته، وهو استغلال الدين كسلاح لأغراض سياسية، وطالما تعاون المتشددين من السنة والشيعة منذ زمن طويل على تحقيق هدف مشترك، ويساعدهم في هذا إيكال أعمال العنف إلى الإرهابيين والميليشيات، وهذا هو حال إيران مع حزب الله وحال تركيا مع داعش والجيش السوري الحر”.

واستطردت عن ازدواجية المعايير من الدول الغربية وادعائهم محاربة الإرهاب رغم علمهم بالتنظيمات التي تسطير على طرابلس: “إن الأمر أكثر خطورة من الازدواجية، ويبين فساد الديمقراطية في الدول الغربية وفساد الإعلام في تثقيف الجمهور بشأن القضايا المعقدة والمتعلقة بالإرهاب والتطرف.

واعتبرت أن هذا تهديد أمني خطير واخفاق فاضح للعدالة لكل من الليبيين والأوروبيين والعرب على حد سواء، ويوفر ملاذ جديد للميليشيات والجماعات الجهادية، ويقوض الجهود الرامية إلى إقامة دولة ليبية ناجحة تقوم على أساس المؤسسات والانتخابات والقانون ومبادئ التطوير”.

وأضافت أن “الدرس الأهم الذي تعلمناه من السنوات التسع الماضية، حين رأينا تمكين الإدارة الأمريكية للجماعات الدينية المتطرفة سواء جماعة الإخوان المسلمين أو نظام آية الله، هو أن الدول العربية يجب أن تتعاون بشكل أوثق في مكافحة الأعداء في الداخل والخارج، ولا يمكننا الاعتماد دائماً على الدول الغربية التي لن تعمل بما فيه صالحنا على الدوام، وكما تعلمون أن أكبر محارب للإرهاب هم المسلمون وهذا ليس مجرد شعار بل حقيقة وواقع، ولا يقتصر الأمر على العنف والتهديدات الأمنية، بل يمتد إلى تهديد مجتمعاتنا وقدرة شبابنا على التطوير والمنافسة دون أن تصيدهم شباك التطرف”.