تعكس تحركات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي نحو السيطرة على مصرف ليبيا المركزي تصاعد التوترات السياسية في ليبيا، ويثير تساؤلات حول مدى نجاحهما في الإطاحة بالمحافظ الحالي، الصديق الكبير.
وأمس قال عضو لجنة الرئاسي لاستلام وتسليم إدارة المصرف المركزي علي شتيوي – وهي اللجنة المشكلة بقرار من محمد المنفي الأسبوع الماضي- إن محمد الشكري رئيس المصرف المعين بقرار المنفي لم يعتذر عن منصبه، ولكنه تحفظ علي ظروف التسليم والاستلام وسيباشر عمله من المصرف كمحافظ للمركزي غداً الأحد، مضيفاً أن مجلس الإدارة الجديد تسلم مهامه الإدارية كاملة وسيباشر عمله من مقر المصرف بدأ من الأحد.
ومؤخراً شهدت العاصمة الليبية طرابلس سلسلة من الأحداث التي تعكس محاولات الهيئات السياسية، مدعومة ببعض الفصائل المسلحة، للإطاحة بالصديق الكبير، وتحقيق سيطرة مباشرة على المصرف المركزي.
وبدأت الخطوات بتوجيه المجلس الرئاسي خطابًا إلى محمد الشكري لتولي منصب محافظ المصرف المركزي، مستندًا إلى قرار يعود لعام 2018، مما يعكس رغبة الرئاسي في إعادة تشكيل قيادة المصرف المركزي.
وأثارت هذه الخطوة حفيظة الفصائل السياسية والعسكرية المعارضة، وأدت إلى استنفار أمني وتصعيد عسكري في طرابلس، غير أن وزير الداخلية، عماد الطرابلسي، أعلن عن التوصل إلى اتفاق لتهدئة الوضع، وتولي وزارة الداخلية مهام تأمين مقر المصرف المركزي، مما يبرز حرص الحكومة على بسط السيطرة الفعلية على المؤسسة المالية الأهم في البلاد.
في المقابل، أبدى مجلس النواب بقيادة عقيلة صالح معارضة شديدة لأي تدخل من المجلس الرئاسي في تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، معتبرًا أن ذلك يتجاوز صلاحيات الرئاسي ويشكل تهديدًا لعملية توحيد المصرف المركزي.
وانعكس هذا التوتر بشكل مباشر على الشارع الليبي، حيث أعلن مجلس أعيان الواحات عن توجهه لإغلاق الحقول النفطية، احتجاجًا على ما وصفوه بمحاولة السيطرة على المصرف المركزي بالقوة، والاستفراد بإيرادات النفط لتعطيل التنمية في المناطق الشرقية والجنوبية، وهي الخطوة التي تهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة تعقيد المشهد السياسي.
في ظل هذه التطورات، يتضح أن الدبيبة والمنفي يواجهان تحديات كبيرة في سعيهما للإطاحة بالصديق الكبير، حيث تواجه تحركاتهما مقاومة قوية من مجلسي النواب والأعلى للدولة، والفصائل المسلحة الموالية للصديق الكبير، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهات جديدة إذا ما استمرت الضغوط لتغيير قيادة المصرف المركزي.
ويرى مراقبون، أن مسألة السيطرة على المصرف المركزي تتجاوز كونها صراعًا على النفوذ المالي، لتصبح جزءًا من معركة أكبر تتعلق بمستقبل السلطة وتوزيع الموارد في ليبيا.
ويمكن النظر إلى إعلان وزارة الداخلية عن تأمين مقر المصرف المركزي كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض الأمر الواقع، حيث يسعى الدبيبة والمنفي إلى تحييد القوة العسكرية وإبقاء الصراع في إطار سياسي وإداري، غير أن استمرار التوترات، والتهديدات بإغلاق الحقول النفطية، قد تدفع ليبيا إلى مزيد من الانقسام والتدهور الاقتصادي إذا لم يتم التوصل إلى حلول توافقية.
ويبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان الدبيبة والمنفي سيتمكنان من الإطاحة بالكبير وتنصيب الشكري محافظًا جديدًا، أو أن التوازنات الحالية ستفرض عليهما التراجع عن هذه الخطوة، في ظل معارضة واسعة وتحذيرات من تداعياتها الاقتصادية والسياسية.
ويتضح أن السيطرة على مصرف ليبيا المركزي ليست مجرد مسألة تعيينات، بل هي جزء من صراع أكبر على السلطة والموارد في ليبيا، مما يجعل حل هذا الصراع أمراً بالغ التعقيد والحساسية.
- الحكومة المكلفة تشكل “خلية أزمة” لمتابعة احتجاز ليبيين في تشاد

- الانتخابات الليبية 2025.. استحقاق لم يكتمل بفعل الانقسام والخلاف على القوانين

- غرب ليبيا في 2025.. اشتباكات واغتيالات وفوضى أمنية

- البعثة الأممية تحذر من تصاعد النزاع في ليبيا حول القضاء الدستوري

- حكومة الوحدة: بريطانيا وافقت رسمياً على تحليل بيانات الصندوق الأسود لطائرة “الحداد”

- صندوق التنمية يوقع عقداً لإنشاء مقر الإدارة العامة لمصرف ليبيا المركزي ببنغازي

- مجلس النواب الليبي يقر ميزانية مفوضية الانتخابات ويستدعي محافظ المركزي لمناقشة أزمة السيولة

- صدام حفتر يستعرض مع بوشناف سير عمل لجنة متابعة أوضاع السجناء والسجون

- مؤسسة النفط تناقش خطط ومشاريع 2026 لشركات نفوسة والزاوية وشمال أفريقيا

- عجز وإخفاق.. كيف كشفت وفاة محمد الحداد هشاشة سلطة حكومة الدبيبة؟

- مفوضية الانتخابات تؤكد شرعية قرارات النواب وتستبعد ارتباطها بالاتفاق السياسي

- الجهاز الوطني للتنمية يبحث عودة تشغيل مصنع أعلاف سبها ضمن خطته التنموية

- حكومة الوحدة تطلق منصة “رواق الشباب” لتوسيع وعي الشباب الليبي

- مصر تؤكد انفتاحها على جميع الأطراف في ليبيا وترفض أي محاولات للتقسيم

- أجواء باردة وأمطار متفرقة على مناطق واسعة من ليبيا اعتباراً من غدٍ الأربعاء




