بعد انحسار المياه بالشواطئ.. هل تشهد ليبيا أمواج تسونامي؟

0
273

خيم القلق على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا من تعرض البلاد لموجات تسونامي، بعد ما تم تسجيل مشاهد لانحسار مياه البحر الأبيض المتوسط عن الشواطئ في عدة مدن، منها مصراتة وطرابلس وبنغازي، وسط ترديد مزاعم بوجود علاقة بين موجة الزلازل الأخيرة وهذه الظاهرة.

وضرب يوم الأحد الماضي زلزال بقوة 5.3 على مقياس ريختر الساحل الغربي لجزيرة كريت اليونانية، وكانت الهزة على عمق 18 كليو متر أسفل سطح البحر وتبعد نحو 440 كيلومتر عن سواحل البحر المتوسط.

وما زاد من قلق الليبيين هو إعلان مصر إغلاق الشواطئ في عدد من المدن المطلة على البحر المتوسط بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج.

وأكد المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء عدم صحة ما يتردد ببعض مواقع التواصل الاجتماعي عن حدوث تسونامي على بعض شواطئ البحر المتوسط.

وأشار إلى أن المراكز الدولية لم تسجل أي نشاط زلزالي غير نمطي خلال الفترة الحالية وأن الأحداث الزلزالية في معدلاتها الطبيعية في البحر المتوسط.

ولفت المركز إلى أن انحسار مياه البحر في بعض المناطق المطلة عليه يرجع للظواهر الطبيعية مثل المد والجزر ولا علاقة له بحدوث تسونامي.

وأشار إلى أنه ولحدوث أي موجات تسونامي يستلزم شروط معينه ومنها أن تكون درجة الزلزال لا تقل عن 7 ريختر وهذه الحالة غير موجودة بالمرة في حوض المتوسط، وأن يحدث الزلزال داخل البحر في منطقة نشطة زلزاليا.

وكان عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس، حذر من حدوث موجات تسونامي بمنطقة حوض البحر المتوسط، بعد ما تحدث عن زلازل جديدة في أرخبيل دوديكانيز اليوناني بالبحر المتوسط.

وأشار إلى أن “هذه المنطقة قادرة على إنتاج نشاط زلزالي كبير. وفي عام 365، تسبب زلزال بقوة 8.6، في تسونامي أثّر على حوض شرق البحر المتوسط بأكمله”.

وعلق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، على زلزال جزيرة كريت وانحسار المياه في بعض الشواطئ قائلاً: لا يحدث تسونامي من هذه الزلازل إلا إذا كانت أقوى من 6.5 درجة، مشيراً إلى أن الزلزال الأخير يعتبر قويًا بالنسبة للزلازل اليومية المعتادة في منطقة البحر المتوسط والتي تكون بقوة من 2 إلى 4 درجة.

وأشار إلى أن زلزال تركيا الشهير في 6 فبراير 2023 كان بقوة 7.8 درجة وتسبب في انحسار مياه البحر المتوسط أيضًا بوضوح نتيجة ضغط كتلة الأناضول على قاع البحر المتوسط.

وذكر أن أشهر وأقوى زلزال في البحر المتوسط حدث 21 يوليو 365 ميلادية بالقرب من الساحل الغربي لجزيرة كريت أعقبه تسونامي ضخم، كان مسؤولاً عن دمار واسع النطاق في جميع أنحاء شرق البحر المتوسط، وبشكل خاص في اليونان وصقلية وقبرص وفلسطين وليبيا ومصر، وكان مدمرًا لشواطئ الإسكندرية، ويعتقد أنه كان سببا في تراجع الإمبراطورية الرومانية والمساهمة في التقسيم النهائي اللاحق بين الإمبراطوريتين الرومانية الشرقية والغربية (البيزنطية) في عام 395 م.