عادت طوابير البنزين على محطات الوقود في العاصمة الليبية طرابلس للمشهد، ويقول مواطنون إن السبب في ذلك إعادة التهريب عبر معبر رأس اجدير الحدودي مع تونس في غرب البلاد.
ومنذ قرابة أسبوعين، عادت طوابير المواطنين في طرابلس للحصول على البنزين من مختلف شركات التوزيع (الرحلة، الشرارة، والطريق السريع) وهي شركات خاصة، بالإضافة إلى شركة نفط ليبيا التابعة لشركة البريقة.
ويضطر المواطن للوقوف لقرابة الساعة أحيانا للتزود بالبنزين من شركتي الراحلة والشرارة، وذلك بسبب إغلاق المحطات لشركة نفط ليبيا.
وشركة البريقة لتسويق النفط، مملوكة بالكامل للمؤسسة الوطنية للنفط، موكلة بمهمة التسويق والتوزيع، والمنتجات النفطية داخل ليبيا والجماعة المكملة لها.
وبحسب تقارير دولية، تقدر نسبة التهريب للمحروقات في ليبيا إلى ما يصل 40 % من المدعوم من خزينة الدولة ويقدر بمليارات الدولارات، والمستورد من الخارج.
وبحسب التقرير البنك المركزي في طرابلس، أنفقت ليبيا خلال الستة الأشهر الأولى 7.8 مليار دينار ليبي -أي قرابة 1.6 دولار أمريكي (1$ = 4,80 د.ل)- على بند الدعم من هذا العام.
يقول المواطن حسام الكميشي، طالب جامعي في كلية الهندسة لصحيفة الشاهد الليبية: “إن ما يحدث أمر مزعج، وإننا في دولة منتجة ومصدرة للنفط ونحتاج لأكثر من ساعة للتزود بالبنزين.. ولكن أعتقد جدا أن التهريب عبر معبر رأس إجدير مع تونس هو السبب في نقص البنزين في طرابلس”.
ويضيف الكميشي، أثناء انتظاره في طابور البنزين يوم الجمعة: “الدولة ضعيفة ولا يمكنها محاربة المهربين لأن اغلبهم هم جزء من الدولة نفسها”.
“محطات نفط ليبيا مقفلة، أنا أعيش بالقرب من بن عاشور وأحد محطاتهم تحولت إلى غسيل سيارات”.. هذا ما أضافه الكميشي بينما كان عدد السيارات يتزايد أكثر للحصول على البنزين.
وأُقفل معبر رأس اجدير الحدودي في شهر مارس الماضي، بعد اندلاع اقتتال بين جماعات مسلحة تسيطر على المنفذ وجماعة مسلحة موالية لوزارة الداخلية بحكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية.
وفي عدة تصريحات لوزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، قال إن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بمحاربة كافة أنواع التهريب عبر كل المنافذ.
واتفق الطرابلسي مع نظيره التونسي خالد النوري، على إعادة فتح المعبر بعد وضع الترتيبات اللازمة لإعادة سلطة وهيبة الدولة للمعبر” على حد قوله.
ووجه الطرابلسي انتقادات لاذعة لكل من يسيطر على المعبر، وعلى رأسهم أمازيغ ليبيا من مدينة زوارة الساحلية القريبة من المعبر، الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين المدينة والحكومة.
ووجه الليبيون انتقادات شعبية على منصات التواصل الاجتماعي لرفع علم الأمازيغ على منفذ الدولة الرسمي دون الاعتراف به رسمياً بمرسوم من الدولة الليبية.
وتسيطر جماعات مسلحة تتمتع بشرعية وزارة الداخلية للحكومات المتتالية على الحكم في طرابلس على المعبر، وتمارس فيه أنشطة خارجة عن القانون.
“والدتي تونسية، وأسافر كثيراً عبر البر بسيارتي عبر رأس اجدير، وهناك مساران في المعبر، الأول لكل من يريد دفع رشاوي تصل إلى ميتين دينار حتى يمكنه الخروج، والمسار الآخر يمكنك البقاء فيه يوماً كاملاً”.. يقول مواطن ليبي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، مضيفاً: “إذا رفضت أومراهم أو انتقدتهم، تتعرض للضرب والطرد من المعبر”.
وعاد معبر رأس أجدير للعمل في بداية شهر يوليو الحالي بعد ما قيل أنه تم التوصل لاتفاق بين الداخلية والجماعات المسلحة المسيطرة عليه، بعد أن أغلق محتجون من مدينة زوارة بمساعدة جماعات مسلحة أخرى من مدن الزاوية العجيلات، وزلطن، وورشفانة، وصرمان، وصبراته، الطريق الساحلي بالقرب من منطقة أبوكماش الحدودية للضغط على الحكومة للحصول على ما أسموه خدمات وتحسين الأوضاع الحياتية مقابل السماح للطرابلسي بإعادة فتح المعبر.
وقامت صحيفة الشاهد يوم الجمعة بجولة داخل العاصمة طرابلس لتجد أن محطات الوقود -نفط ليبيا- مقفلة ما تسبب في الازدحام على شركات التوزيع الأخرى.
كما تحولت محطة نفط ليبيا التابعة لشركة البريقة إلى ساحة لغسيل السيارات، وغابت عنها سيارات التزود بالوقود.
وتعاني ليبيا من تهريب المحروقات منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011.
وأصبح التهريب مصدر رزق للعديد من الجماعات المسلحة مستفيدين من أن الدولة الليبية تدعم في سعر البنزين ما يسهل على المهربين التوسع في هذه التجارة غير القانونية.
وتقول السيدة ثريا، أم لثلاثة أطفال، أثناء انتظارها في محطة الشرارة في قرجي: “عندما يختفي البنزين في طرابلس، نعرف أنها موجودة في الحدود”.
وتضيف: “لن ينتهي هذا الكابوس إلا برجوع سيادة الدولة بشكل حقيقي وليس مجرد تصريحات رنانة التي تكررها كل الحكومات الانتقالية”.
وبالرغم من محطاتها المقفلة، والطوابير الطويلة أمام محطات التوزيع الأخرى، مازالت شركة البريقة تنشر على صفحتها في الفيسبوك الكميات الموردة إليها عبر الأرصفة البحرية.
ونشرت الشركة جدول أوضحت فيه الكميات الموردة عبر الناقلات بعدد ناقلة في رصيف مدينة الزاوية، واثنين في مدينة طرابلس، وثلاثة في مدينة مصراتة، ونقالة واحدة في مدينة بنغازي شرق ليبيا، دون أن ترد على التعليقات الغاضبة من المواطنين عن سبب إقفال العديد من المحطات، مكتفية بنفس التصريح المعتاد “نطمئن المواطنين بتوفر البنزين في المستودعات”.
“كل شيء أصبح صعب في هذا البلد، حتى التزود بالبنزين يستغرق وقت طويل”، تضيف ثريا قبل أن تضحك بسبب قربها من الدخول للمحطة للتزود بالبنزين بعد انتظار دام ساعة والنصف.
- مقترح لدمج الحكومتين.. هل يحل الأزمة الليبية وينهي الانقسام؟
- “دبيبة” يؤكد التزام حكومته بدعم الفرسان والمربين وسباق الخيل بليبيا
- ليبيا.. “خوري” تجدد التزام بعثة الأمم المتحدة بدعم اللجنة العسكرية المشتركة 5+5
- وزير الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة يعيد هيكلة مديريات الأمن ويقلص عددها
- مصرف ليبيا المركزي يبدأ تلقي طلبات تأسيس شركات ومكاتب الصرافة نوفمبر المقبل
- القوة المشتركة تضبط 2 طن من مخدر الحشيش بمداهمة في أمساعد
- ليبيا.. هيئة الحج والعمرة تعلن بدء التسجيل في القرعة لموسم 1446هـ
- وزارة العمل الليبية تطلق منصة لاعتماد المؤسسات التدريبية
- مصرف ليبيا المركزي يبحث حل أزمة شح السيولة وتنظيم بيع النقد الأجنبي
- ليبيا.. شركة البريقة تطرح 980 أسطوانة غاز للبيع في سبها بسعر دينارين
- حكومة الوحدة تبحث مع الجانب المصري تسهيل إجراءات قبول الطلاب الليبيين
- ليبيا.. إجراء الاختبارات النصفية للفصل الدراسي الأول في 10 نوفمبر المقبل
- وزير داخلية الوحدة يبحث مع ممثل اليونيسف حماية حقوق الطفل الليبي
- ليبيا.. حكومة الوحدة تصدر منشورا تحدد فيه ضوابط التعاقد مع العناصر الطبية
- شركة الكهرباء الليبية: استمرار تجهيزات شحن محطة تحويل وسط درنة