مخالفة قواعد الهجرة.. مسؤول ليبي متورط في تهريب المهاجرين إلى الولايات الأمريكية

0
273
طيران غدامس
في تطور لافت، قررت النيابة العامة حبس المدير التجاري في شركة غدامس للطيران بتهمة تسهيل هجرة غير شرعية إلى الولايات المتحدة عبر دولة نيكاراغوا. 
 
وجاء ذلك في إطار تحقيقات النيابة حول تورط طائرات الشركة في نقل مئات الأشخاص الراغبين في دخول الأراضي الأمريكية عبر نيكاراغوا، مخالفين بذلك قواعد الهجرة النافذة.
 
وبحسب تحقيقات النائب العام، أثبتت التحقيقات أن شركة غدامس سيرت رحلات جوية تقل مئات الأشخاص من بلدان شرق آسيا دون مراعاة الالتزامات القانونية للناقل الجوي والتشريعات الوطنية المتعلقة بالهجرة. 
 
وبذلك تقع الشركة في مخالفة بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو المكمِّل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، مما ألحق الضرر بمصالح الدولة الليبية ودفع المحققين إلى حبس المتهم على ذمة التحقيق.
 
وتزامنت هذه القضية مع تحذيرات أمريكية بشأن استغلال رحلات الطيران المدنية في تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر. 
 
وفي يونيو الماضي، كشفت صحيفة “لا برينسا” في نيكاراغو كشفت عن وصول ثالث رحلة طيران من ليبيا إلى العاصمة ماناغوا خلال أقل من شهر، وهي تابعة لشركة “غدامس للطيران”، تقل قرابة 400 راكب، في رحلة استغرقت 13 ساعة و35 دقيقة، لم تُسجل في الهيئة الوطنية للطيران في نيكاراغوا.
 
وفي 15 مايو الماضي، أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، إنذارًا لشركات الطيران ومشغلي الرحلات الجوية المستأجرة ووكلاء السفر، محذرة من استغلال شبكات تهريب المهاجرين لخدمات النقل في تسهيل الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة عبر ماناغوا. 
 
كذلك كشفت وسائل إعلام فرنسية أن تكلفة السفر جواً بين آسيا ونيكاراغوا عبر ليبيا تتراوح بين 10,000 و20,000 يورو، مما يشير إلى مسار سري جديد للمهاجرين غير الشرعيين، في ظل قرار ماناغوا بإلغاء تأشيرات الدخول لعدد من دول أفريقيا وآسيا واستبدالها بضريبة وصول.
 
وتستمر الرحلات الجوية التي تحمل المهاجرين الساعين للوصول إلى الولايات المتحدة عبر ماناغوا في الوصول إلى نيكاراغوا رغم التنبيه الأمريكي، حيث أوضح مدير مركز الهجرة والاستقرار الاقتصادي في منظمة “شركاء الإبداع الدولية”، مانويل أوروزكو، أن “ليبيا كانت نقطة الانطلاق هذه المرة، وليس المغرب كما كان في السابق، مما يشير إلى استفزاز متعمد للولايات المتحدة من قبل النظام في ماناغوا”.
 
وأضاف أوروزكو: “مغادرة ثالث رحلة طيران مدنية من ليبيا تشير إلى أن النظام في ماناغوا يواصل الترويج للهجرة غير الشرعية، لزيادة الأعباء على الولايات المتحدة وجني الأرباح”، مشيراً إلى أن شركة غدامس للطيران، التي تملك طائرتين من طراز بوينغ، تستخدمهما بشكل غير منتظم لتنفيذ هذه الرحلات.
 
وتواصل النيابة العامة التحقيق في هذه القضية، والتي قد تكون لها تداعيات واسعة على علاقات ليبيا الدولية، خصوصاً مع الولايات المتحدة، بما يفاقم حدة التحديات التي تواجه ليبيا في مكافحة تهريب المهاجرين وضبط النظام الجوي المدني في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة في البلاد.