نكبة “فجر ليبيا”.. يوم أراد المتطرفون السيطرة على البلاد وارتكبوا المجازر

0
196
فجر ليبيا

تحل اليوم علينا، الذكرى الثامنة لإطلاق ما أُطلق عليه “فجر ليبيا”، وكانت أهدافها واضحة للعلن، إعادة المدن التي راحت من بين أيادي الجماعات المتطرفة في شرق البلاد، ووقف عملية تحرير المدن في الغرب والجنوب، وإحكام قبضتهم على كامل التراب الليبي.

ففي 13 يوليو عام 2014، أطلقت الميليشيات المتطرفة في غرب ليبيا، والتي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين، بعدما تم حل المؤتمر الوطني العام، والذي كان تحت سيطرة تلك الجماعة، وانطلاق عملية الكرامة على يد الجيش الوطني الليبي.

أرادت جماعة الإخوان المسلمين، أن يكون لها وجودا عسكريا، بعدما فشلت سياسيا في ليبيا، خاصة بعد الانتخابات البرلمانية عام 2014، حيث ظهر خلال تلك الانتخابات حجم الرفض الشعبي الكبير لها، فقررت دعم وتمويل الجماعات المتطرفة للقيام بتلك العملية.

بدأت تلك العملية من العاصمة طرابلس، وتحديدا عندما استهدفت الميليشيات بقيادة المتطرف والمعاقب دولية بتهمة جرائم حرب، صلاح بادي، مطار طرابلس الدولي، مما أدى إلى تدمير أكثر من 20 طائرة كانت متوقفة على الأرض، بالإضافة إلى تدمير المقر الرئيسي للمطار وعدد من المباني المنشآت بمحيط المطار، فضلا عن سقوط قتلى وجرحى.

وجد المتطرفون من خلال تلك العملية، الأوضاع ممهدة من أجل الانتقام من كل من كان يتعرض لهم أو ينتقدهم، فاقتحموا قناتي يبيا الوطنية وليبيا الرسمية المملوكتين للدولة الليبية وقامت ببث خطابات تحريضية، مما دفع الحكومة الليبية المؤقتة وقتها أن تطلب من القمر الصناعي المصري نايل سات وقف بثهما.

ولا تأتي المصائب فُرادى، فامتلاك الجماعات المتطرفة السلاح والقوة في تلك اللحظات، مَكنهم في ديسمبر عام 2014، من مهاجمة محطة الكهرباء البخارية غربي سرت، واستشهد خلال الهجوم 19 جندياً من الجيش الوطني الليبي.

استغلت الجماعات المتطرفة ما حدث، وهاجمت منطقة الهلال النفطي واستهدفت خزان للنفط في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة صاروخية وتسببت باشتعال النيران به ما تسبب في انصهاره وامتداد النيران إلى 19 خزان آخر.

ما تمر به ليبيا الآن، من انقسام في المؤسسات عدم قدرتها على الخروج بكلمة واحدة من أجل إنجاز الاستحقاقات الانتخابية والدخول في مرحلة جديدة من تاريخها، كان سببه بشكل أساسي ومباشر عملية فجر ليبيا.