تقاسمت قطر مع تركيا الأدوار التخريبية في الأراضي الليبية، ويبدو أن تلك المخططات الشيطانية التي بدأها المعسكران لم تكن وليدة السنوات القليلة الماضية، بل إنها بدأت منذ أكثر من 9 سنوات، عندما قررت تركيا استرجاع ماضيها الملطخ بالدماء ومجازرها في ليبيا، بمساعدة حليفتها الوحيدة قطر، ومن هنا انطلق كل طرف منهما إلى عمله دون تأخير.
صناعة الميليشيات في ليبيا
كان لقطر دور هام ومحوري في تمهيد الطريق لما يحدث الآن على الأراضي الليبية، فقبل إنطلاق أحداث فبراير 2011، عمدت قطر إلى إرسال ضباط قطريين، من أجل تدريب وتأهيل المتظاهرين على حمل السلاح، حتى يتمكنوا من مواجهة الجيش الليبي.
لم ينته الأمر عند ذلك، فبعد أن اندلعت الأحداث في الشارع الليبي، حرصت قطر على إرسال العتاد العسكري وتقديم دعم لوجيستي مستمر للمتظاهرين، في مختلف المدن الثائرة على النظام الليبي السابق، فأصبح لكل مدينة ميليشيات مكونة من شبابها وسكانها، الذين علقت الدولة الليبية آمالها عليهم في وقت من الأوقات.
فتح الطريق أمام “الناتو” لضرب ليبيا
وعلى طريقة “الخونة” في الحروب القديمة، وفتح الأبواب الخلفية للأعداء لاقتحام المدن والقلاع، كان هذا الدور يليق بقطر، فقد كانت الدوحة المنسق وحلقة الوصل بين حلف الناتو والثوار في ليبيا، وأسفر هذا الدور عن تسهيل الأمور للطائرات الأوروبية لقصف المناطق السكنية بشكل عشوائي مما تسبب في مقتل مئات الأبرياء.
ويؤكد مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني كل ما حدث، عندما وجه الشكر بشكل مباشر وصريح دون خجل إلى قطر، لما قدمته لما أسماهم بالثوار من دعم بالسلاح والتدريب والغذاء؛ لاستمرار التصدي للجيش، ودورها في التنسيق مع القوى الخارجية لاقتحام ليبيا وضربها وتفكيكها.
دعم الميليشيات لمواجهة الجيش
الدور التخريبي القطري في ليبيا لم ينته بانتهاء أحداث فبراير 2011، بل إنها كانت البداية والانطلاق بالنسبة لها، فمنذ ذلك الوقت وحتى اليوم الذي نعيش فيه الآن، تقدم قطر دعم مادي وبالسلاح والعتاد ورواتب الميليشيات دون انقطاع أو تقصير، لتسهيل المهمة أمام الأتراك لاحتلال ليبيا والسيطرة على خيراتها، وبعدها يتم تقسيم الغنائم وفقا لقوانين الحرب.
تمويل رحلات المرتزقة السوريين إلى ليبيا
استغلت قطر مطامع البعض في إتمام مهمتها، فاستخدمت شركة الطيران المدنية التي يمتلكها عبد الحكيم بلحاج، في نقل المتطرفين والمتشددين دينياً من سوريا إلى العاصمة الليبية طرابلس مع تحمل كامل نفقات الرحلات، بالإضافة إلى تقديم الدعم إلى المسلحين في الغرب الليبي بالأسلحة والذخائر والمقاتلين الأجانب.
تشكيل الجماعات المتطرفة بالمدن الليبية
بعد أن هب الجيش الوطني الليبي، لتحرير الأراضي الليبية من الإرهاب والإرهابيين، عثر الجيش في يونيو 2018، على أسلحة تحمل شعار الجيش القطرى، داخل منزل زعيم تنظيم القاعدة فى مدينة درنة، بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية المسلحة.
وتلك الأسلحة التى تم العثور عليها مشابهة تماما لأخرى عثر عليها الجيش الوطنى الليبى سابقا، في مدينة بنغازى بعد القضاء على تنظيم داعش المتشدد هناك.
دعم جماعة الإخوان وقياداتها
منذ اليوم الأول لظهور الإخوان المسلمين على الساحة السياسية في الوطن العربي ووصولهم إلى الحكم في عدد من الدول العربية، وقطر تقدم دعم لا ينقطع لهم، وبعد الإطاحة بهم من السلطة في مصر، سخرت آلاتها الإعلامية لترويج الكذب والتدليس وخداع الرأي العام، وزادت من هجماتها الإعلامية بعد أن عمد الجيش الليبي على تحرير الأرض الليبية من الإرهاب.
روجت قطر الأكاذيب عبر منبرها الإعلامي الأكبر “الجزيرة” وذيولها الأخرى، حول الجيش الليبي وأهدافه من تحرير الأرض من الإرهاب.