قبل 13 عاماً، شهدت ليبيا تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في سياق الأحداث التي اندلعت خلال الربيع العربي، وذلك عقب احتجاجات واسعة النطاق ضد نظام معمر القذافي، تصاعدت الأمور إلى حرب أهلية شاملة.
وجاء عملية الناتو استجابةً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1973، الذي دعا إلى حماية المدنيين وفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، قاد الناتو حملة عسكرية تحت اسم عملية “الحامي الموحد”.
ورغم أن هذه العملية حققت أهدافها المعلنة، إلا أن هناك تساؤلات حول فعالية هذا التدخل الدولي في تحقيق الاستقرار في ليبيا، حيث لم تشهد الدولة استقراراً أمنياً بعدها، وانتشرت الميليشيات والجماعات الإرهابية.
تقرير نشره معهد الشرق الأوسط في واشنطن حول دور حلف شمال الأطلسي “ناتو” في منطقة شمال أفريقيا والساحل، خاصة في ليبيا والنيجر ومالي، وقال إن نهج الحلف الذي تمحور بشكل أساسي حول إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب “أثبت قصوره”، وترك هذه الدول تواجه أوضاعها الداخلية دون تحقيق الاستقرار المنشود في ليبيا أو بقية دول المنطقة.
المقال كتبه كل من مستشارة هيئة التدريس في كلية دفاع الناتو سيلفيا كولومبو ومديرة برنامج شمال أفريقيا والساحل بالمعهد، قال إنه على الرغم من إطلاق دول حلف الناتو عمليات لإدارة الأزمات في ليبيا وشمال أفريقيا منذ عام 2011، مثل عملية “الحامي الموحد” في عام 2011 وعملية “حارس البحر” في البحر المتوسط، إلا أنها لم تنجح في تحقيق الاستقرار المنشود في ليبيا أو المنطقة. ودفعت المشاركة المحدودة للحلف القوى الغربية للعمل بشكل فردي وأخذ زمام المبادرة في المنطقة.
وسلط المعهد الأميركي الضوء على جوانب القصور في استراتيجية حلف الناتو في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، مشيراً إلى أن الحلف يواجه صعوبة كبيرة في تأكيد مكانته كموفر للأمن في المنطقة، على الرغم من اهتمامه المعلن باستقرار القارة الأفريقية وجنوب البحر المتوسط.
وتميز وجود الحلف في المنطقة خلال العقد الماضي بعدم التماسك والنتائج الضعيفة، وذلك بسبب طبيعة التهديدات التي تواجه دول المنطقة، والتي يصعب تحديدها بشكل كامل وتشمل أبعادًا سياسية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى ذلك، يفتقر الحلف إلى إجماع بين دوله الأعضاء حول الأهداف في المنطقة، مما أدى إلى عدم تخصيص الموارد الكافية.