فاتورة معيشية باهظة ورواتب متدنية.. كيف يعيش الليبيون في ظل ارتفاع الأسعار؟

0
235
ارتفاع الأسعار في ليبيا

كشف مؤشر “نومبيو” العالمي لجودة الحياة، عن أن تكاليف الحياة لعائلة ليبية مكونة من 4 أفراد يقدر بـ6,400.7 دينار شهرياً بدون إيجار، بينما بلغت التكاليف الشهرية للفرد الواحد بـ1,803.9 ديناراً بدون الإيجار.

وكشف المؤشر أن تكلفة المعيشة في ليبيا في المتوسط، أقل بنسبة 70.9% مما هي عليه في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتشهد ليبيا، ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع والخدمات، كان آخرها ارتفاع أسعار الخبز والأضاحي، خاصة في الفترة التي سبقت عيد الأضحى، الأمر الذي يفاقم الأوضاع الاقتصادية السيئة على الليبيين.

نقيب الخبازين، سعيد بوخريص، قال إن أزمة الخبز تتحمل شركات المطاحن العامة والخاصة جزءً كبيراً منها، حيث رفعت سعر الدقيق لأعلى مستوى، من 150 إلى 210 دنانير للقنطار، أي ما يعادل 47 دولاراً تقريباً، بعد ما كان يباع بـ155 ديناراً فقط، أي نحو 35 دولاراً للقنطار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في الخبز مثل الخميرة والزيت.

ولفت بوخريص، أن اعتمادات استيراد الدقيق لم تفعّل منذ 8 أشهر، مضيفاً أن أسعار الدقيق تشهد ارتفاعاً منذ سنوات، لكن هناك استغلالا واضحا للظروف الحالية من قبل الشركات المختصة.

ولفت إلى أن نقابة الخبازين حاولت إقناع أصحاب المخابز بالانتظار، وعدم رفع سعر الخبز لأيام، حتى يتم إيجاد حل مع المطاحن والوزارات المعنية، لكنهم لم يستجيبوا.

ويبلغ سعر الخبز في ليبيا، نحو 4 أرغفة مقابل دينار واحد، على عكس ما اعتاد عليه الليبيون في السابق، إذ كان يباع 20 رغيفاً بدينار واحد، وحذرت بلدية طرابلس المركز، جميع أصحاب المخابز داخل النطاق الإداري للبلدية بأنها ستتابع بالتنسيق مع جهاز الحرس البلدي تنفيذ قرار وزارة بشأن ضوابط تصنيع رغيف الخبز وتحديد سعره، وتوعدت البلدية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.

وخلال الأيام الماضية، تلقى جهاز الحرس البلدي في المنطقة الشرقية مجموعة من الشكاوى، بسبب ارتفاع سعر الخبز، داعياً الحكومة والجهات المسؤولة بالتحرك الفور، نظراً لتأثير ذلك على فئة كبيرة من الليبيين الذين قد يعجزون عن توفير لقمة العيش لأسرهم.

وتشهد ليبيا منذ أن فرض مصرف ليبيا المركزي في مارس الماضي ضريبة إضافية بـ 27 % على سعر بيع العملة الصعبة، ووافق عليها مجلس النواب، ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار تراوح بين 30 و50 %، لتزداد الآلام أكثر، في ظل عجزهم عن شراء الضحية.

وسجلت أسعار اللحوم في ليبيا ارتفاعا كبيرا، وواصلت ارتفاعها خلال شهر رمضان الماضي لتستقر ما بين 65 و80 دينارا للكيلوغرام من لحم الخروف المحلي والماعز، وبلغ سعر الكيلوغرام من البقر ما بين 40 و55 دينارا والإبل ما بين 45 و65 دينارا وتراوح سعر الدجاج ما بين 15 و18 دينارا للكيلوغرام، وهي سابقة في ليبيا.

وخلال عام 2023، خرجت ليبيا من تصنيف مؤشر جودة الحياة لعام 2023، للبلدان الأفريقية الذي تُصدره مجلة “يو أس نيوز” الأمريكية كل عام، رغم إنفاق الحكومة المنتهية خلال العام الماضي أكثر من 137 مليار دولار، لم تؤثر في حياة المواطن الليبي.

وتعتمد المجلة الأمريكية على دراسة 9 مؤشرات فرعية لتحديد وتصنيف مدى جودة الحياة في البلدان التي تشملها الدراسات وتضم تكلفة العيش الميسرة، وسوق العمل الجيد، والاستقرار الاقتصادي، والاستقرار السياسي، والمساواة في الدخل، والنظام الصحي المتقدم، والنظام التعليمي الجيد، والظروف الجيدة لإنشاء الأسرة.

ويعتبر وجود الميليشيات المسلحة وسيطرتها بدعم مالي من رئيس الحكومة المنتهية عبد الحميد الدبيبة مقابل حمايته للبقاء في السلطة بالقوة؛ أحد أهم العوامل لخروج البلاد من التصنيف، بالإضافة إلى الصراعات السياسية، وانهيار القطاعات الخدمية، وارتفاع الأسعار، والبطالة، وعدم التوافق على إجراء الانتخابات.