استعادت جامعة بنغازي بريقها ورجعت إلى سابق عهدها حتى سارت إحدى أفضل الجامعات التي يتسابق الطلاب للالتحاق بها، بعد ما تم إعادة إعمارها، بفضل جهود القيادة العامة للجيش الوطني الليبي والحكومة الليبية المكلفة ولجنة الإعمار والاستقرار خلال الفترة الماضية.
وتعرضت الجامعة إلى دمار شمل المباني الإدارية والعلمية، أثناء فترة سقوط مدينة بنغازي تحت سيطرة تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى إلى أن تم تحريرها على يد الجيش الوطني الليبي في عام 2017.
وعقب تحرير مدينة أطلق الجيش الوطني الليبي عمليات لإعادة إعمارها وكانت جامعة بنغازي أحد أهم المشاريع حيث كان عملية إعادة إعمارها شاملة تهدف إلى تجديد وتحسين البنية التحتية للجامعة، وتشمل إعادة بناء المباني والمرافق التعليمية والإدارية، وتحديث التجهيزات والتقنيات الحديثة.
واطلقت لجنة إعادة الإعمار والاستقرار، في فبراير 2023 عدة مشاريع لإعادة إعمار الجامعة توجت بافتتاح القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في ديسمبر الماضي مبنى الإدارة العامة والبوابة الرئيسية لجامعة بنغازي رفقة رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية أسامة حماد، والذي كان أكثر المباني تضرراً في الجامعة.
وخلال حفل افتتاح مبنى الإدارة ذكر حفتر، بما تعرّضت له جامعة بنغازي من ظروف وصفها بـ”العصيبة” عندما “دمرتها الجماعات الإرهابية وأعداء العلم والمعرفة الذين لم يحترموا حُرمة الحرم الجامعي، ودمّروها عمداً وسرقوا المخطوطات النادرة”، مضيفاً أنّ الجماعات الإرهابية “كانت تعتقد أنّ أبناء جامعة بنغازي سيعجزون عن مواجهتهم”.
وأشار حفتر، إلى أن القيادة العامة قامت بكل ما يلزم لتعود جامعة بنغازي في أبهى صورة بما يليق بعراقتها، ولم تنتظر الوعود الزائفة واللجان الوهمية أمام النهوض بها، موضحاً أنّ افتتاح المبنى الرئيسي خطوة أولى، ستتبعها خطوات أخرى لافتتاح بقية كليات الجامعة بحسب الخطة المعتمدة للتطوير.
وتواصل لجنة الإعمار والاستقرار أعمالها بالجامعة بمتابعة دورية من المدير العام لصندوق إعمار ليبيا بالقاسم خليفة حفتر ورئيس لجنة الإعمار والاستقرار حاتم العريبي ، ويقومان بين الحين والآخر بزيارة ميدانية تفقدية لكل الأعمال القائمة في الكليات والمباني المستهدفة داخل الجامعة منها قاعات المحاضرات والداخلي والكافي بداخل الجامعة.
وتعتبر جامعة بنغازي من أول الجامعات الليبية، ويرجع تاريخ تأسيها إلى 15 ديسمبر 1955 بعد استقلال ليبيا مباشرة، ويُطلق عليها “أم الجامعات الليبية”.
وبدأت الجامعة رحلتها العلمية في العام 1956، بكلية الآداب والتربية، تلتها كلية الاقتصاد في العام 1957، ثم كلية القانون 1962، وكلية الطب البشري 1970. وكان الملك الراحل ادريس السنوسي منح الجامعة قصر المنار وسط مدينة بنغازي لتتخذه مقراً لها، قبل أن تنتقل في العام 1973 إلى مقرّها الحالي في ضاحية قاريونس. وفي عام 1976 تغيّر اسمها إلى جامعة قاريونس، قبل أن تعود إلى اسمها الأول: جامعة بنغازي، بعد أحداث 17 فبراير 2011.
