يبدو أن التدخل “القطري _ التركي” في الشأن الليبي والأطماع المشتركة بين الطرفين لم تكن وليدة السنوات القليلة الماضية، فالأمر يعود لعام 2011، فخلال أحداث فبراير 2011، التي أطاحت بنظام معمر القذفي، كان لقطر “الشيطان القزم” دوراً هاماً في تفكيك النسيج الليبي ونشر السلاح بين أبناء الشعب، ليكون لذلك في المستقبل تبعات مُدمرة.
فتحت قطر منذ أكثر من 9 سنوات الباب للمستعمرين الأجانب لدخول ليبيا والتحكم في مقدراتها، فقد كانت حلقة الوصل بين قوات حلف الناتو وما يسمونهم بالثوار، من أجل تدمير الأخضر واليابس، من خلال شن الغارات الجوية على الأحياء المدنية، وتسليح وتدريب المواطنين.
ووثق التاريخ الدور القطري في بث سموم الإرهاب الأولى في ليبيا، ففي 26 أكتوبر 2011، كشف رئيس الأركان القطري الأسبق، حمد بن علي العطية، لقناة الجزيرة، عن أن مئات الجنود والضباط القطريين، شاركوا في الحرب إلى جانب الليبيين في أحداث فبراير 2011، وتركز دورهم بالتحديد في التنسيق بين الحلف الأطلسي والثوار.
وأكد “العطية” أن قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم كانوا مدنيون وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية، مؤكدا أنهم كانوا يديرون عمليات التدريب والاتصالات وتدارك النقائص.
ولتأكيد ما ذكره رئيس الأركان القطري الأسبق، وفي أحد اللقاءات التلفزيونية للمفتى المعزول الصادق الغرياني، وجه الشكر إلى قطر لدورها في الكبير في التخلص من النظام الليبي السابق قائلا: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، في إشارة منه للدور الكبير والذي لعبته ليبيا في تسليح المدنيين وتدريبهم وإرسال المؤن العسكرية وتمويل الميليشيات والتواصل مع أوروبا لضرب ليبيا.
ومن خلال تدريب وتسليح قطر لعدد كبير من الشعب الليبي للمشاركة في أحداث فبراير 2011، وضعت النواة لتأسيس تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي ومجاهدي درنة، وهي تنظميات تم تصنيفها على أنها إرهابية وتهدد الأمن.
وتلك التنظيمات التي عملت تحت رعاية قطر، نفذت العديد من العمليات الانتحارية، وتفخيخ السيارات واغتالت المئات من أبناء الشعب الليبي.