في الوقت الذي نظمت فيه السلطات التركية حملات اعتقال ممنهجة لصحفيين ومحققين أتراك، يعملون في عدة صحف وقنوات معارضة، لنشرهم تفاصيل هامة عن مقتل جنود وضباط مخابرات أتراك برتب مختلفة داخل الأراضي الليبية، خلال مواجهات مباشرة مع الجيش الوطني الليبي، تَنفي المؤسسة العسكرية التركية قيامها بعمليات عسكرية في ليبيا.
وعلى الرغم من إرسال تركيا قرابة الـ 15 ألف مرتزق سوري بينهم أطفال دون السن، وتدعيم حكومة الوفاق الليبية، بمئات الطائرات التركية المسيرة والأسلحة والعتاد المختلف من وسائل دفاع جوي ومدفعية ثابتة ومتحركة، إلا أن وزير الدفاع التركي يؤكد عدم القيام بأي عمل عسكري في الأراضي الليبية.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده لا تقوم بأنشطة قتالية في ليبيا بل إن هذه الفعاليات تقتصر على الاستشارات العسكرية والتعاون مع حكومة الوفاق، مؤكدا على أن حكومة السراج هي من طلبت الدعم من بلاده والتدخل العسكري من خلال اتفاق عسكري بينها وبين تركيا.
تلك التصريحات “غير المتزنة” التي تفوه بها وزير الدفاع التركي تكشف عن تبدل الموقف التركي بعد التحرك العربي الأخير لإنقاذ ليبيا من تدخلاتهم، فقبل يومين فقط، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه يقدم كافة أشكال الدعم لحكومة الوفاق، وأن قواته تقوم بعملها في ليبيا دون الالتفات إلى الجيش الوطني الليبي وداعميه.
فمن نصدق، أردوغان الذي يؤكد القيام بعمليات عسكرية شاملة في ليبيا أم وزير دفاعه الذي ينفي ذلك؟