بعد خلاف العام الماضي.. هل تتوحد ليبيا بشأن رؤية هلال شوال؟

0
1997

تشهد ليبيا ومدنها الشرقية والأخرى الغربية حالة من الانقسام بسبب موعد استطلاع شهر شوال للعام الهجري 1445، وذلك للعام الثاني على التوالي، وبالتالي حدوث اختلاف في موعد أول أيام عيد الفطر المبارك. 

ومنذ استطلاع رؤية شهر رمضان المبارك في ليبيا، وهناك حالة جدل بين الليبيين، بعد بدء الصيام متأخرين بيوم عن أغلب دول الجوار، التي بدأت الصوم قبلها بيوم. 

وتزايدت حدة حالة الجدل مؤخراً، بعد نشوب خلاف بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب، والهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، بشأن موعد استطلاع رؤية هلال شهر شوال 1445هـ. 

ومن المفترص أن يتم استطلاع هلال شهر شوال يوم الثلاثاء التاسع من شهر أبريل الجاري، بينما يستطلع الهلال في باقي الدول يوم الإثنين. 

وحال إعلان العيد في هذه الدول يوم الثلاثاء، ستكون ليبيا صامت 28 يوما فقط، وهو جانب شرعي شهد خلافا بين الحكومة في ليبيا والهيئة.

والخميس الماضي، طالبت الحكومة الليبية المكلفة برئاسة أسامة حماد، رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعميم على لجان تقصّي الأهلة، التابعة للجنة العليا للإفتاء بضرورة الخروج؛ لترقب هلال العيد ابتداءً من ليلة 28 رمضان، مع باقي دول الجوار التي يحل عندها يوم 29 رمضان.

وردت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، فيما يتعلق بتوقعات رؤية الهلال، بأنه تم العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين).

وأوضحت أن لجان تقصي الأهلة قد ترقبت الهلال في جميع مراصدها فلم تره، فأعلنت اللجنة العليا للإفتاء أنه قد تعذرت رؤية الهلال وأن الاثنين هو المتمم لشهر شعبان، مُضيفة أن الإعلان عن دخول شهر رمضان كان صحيحا لا ريب فيه.

وتابعت: “إنْ قدَّر الله في آخر الشهر أن رؤي الهلال يوم الاثنين وهو الثامن والعشرون من رمضان فإن العيد يكون الثلاثاء، ويكون على الناس قضاء يوم بعده، وبهذا تبرأ ذمة الجميع ويكون صيامهم وإفطارهم على وفق السنة المطهرة، وهذا الأمر معلوم عند أهل العلم رحمهم الله تعالى وقد حدث فيما مضى غير ما مرة”. 

وأعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب، اليوم السبت، استيراد أجهزة تلسكوب متطورة، لدعم فرق رصد وتحري الأهلة.

ووفق منشور عبر صفحة الحكومة على “فيسبوك”، وصل إلى مطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي عدد من المراصد والتلسكوبات الأمريكية المتطورة نوع “celestron edge hd 8”.

وتعاقدت الحكومة على هذه التلسكوبات عليها لصالح لجنة تقصي الأهلة التابعة للجنة العليا للإفتاء بالهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية.

وأضافت الحكومة أن الأجهزة جرى التعاقد على توريدها بتعليمات عاجلة من رئيس الوزراء أسامة حماد وتسليمها إلى فرق الرصد والتحري باللجنة العليا للإفتاء من المختصين في مجال الرصد والبحث عن الأهلة ومواعيدها لتسهيل مهام عملهم وتحري أعلى درجات الدقة في رصد الأهلة.

والعام الماضي، حدث خلاف بين هيئة الأوقاف ودار الإفتاء، 

حيث أخذت مدن شرق ليبيا برأي الهيئة العامة للأوقاف، بينما تمسكت مناطق بغربها برأي دار الإفتاء التي أصرت على أن يوم الجمعة 21 أبريل 2023 هو المتمم لشهر رمضان، غير أن هذا التعارض لم يمنع مساجد في العزيزية، والهضبة وعين زارة بطرابلس من إقامة صلاة العيد.

وفور إعلان دار الإفتاء، موقفها من رؤية الهلال، سارع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، بالقول إنه بعد تعذر رؤية هلال العيد فإن الجمعة هو المتمم لرمضان.

وقالت بلدية زليتن، إنها ستحتفل في 22 أبريل 2023 بأول أيام عيد الفطر، امتثالاً لموقف ولي الأمر المتمثل في رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وسيكون الجمعة متمماً لصيام شهر رمضان، وذلك نظراً لعدم وجود أي إيضاح من أي جهة قضائية أو غيرها، وباعتبار أن البلدية تتبع حكومة الوحدة الوطنية فإنها ستحتفل بالعيد غداً السبت. بينما انحازت حكومة الاستقرار إلى رأي هيئة الأوقاف. 

ويرى متخصصون أن هناك أزمة عند دار الإفتاء الليبية كونها تأخذ بظاهر حديث “صوموا لرؤيته” وتتجاهل العلم والحسابات الفلكية الدقيقة التي أثبت الواقع صحتها، وكذلك دول الجوار التي تشترك معها في خطوط العرض والطول، وعليها أن تراعي دول الجوار وتراعي الحسابات الفلكية، وأن تبدأ استطلاع رؤية هلال شوال اعتباراً من الثامن والعشرين من شهر رمضان، والتنسيق مع الجهات البحوث الفلكية المتقدمة بدول الجوار وغيرها حتى لا يحدث شقاق بين المسلمين في بدايات ونهايات الشهور.